اليوم أنكص إبليس على عقبه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اليوم أنكص إبليس على عقبه | مبرءا سبب الغاوين من سببه |
واستيقنت شيع الكفار حيث نأت | في الشرق والغرب أن الشرك من كذبه |
بشنتياقة لما أن دلفت له | بالبيض كالبدر يسري في سنا شهبه |
وحلبة الدين والإسلام عاطفة | عليك كالفلك الجاري على قطبه |
حتى فصمت عرى دين الضلالة من | رأس القواعد ممنوع الحمى أشبه |
لم يذعر الدهر فيه نفس سائمة | ولا أصاخت له أذن إلى نوبه |
مما اصطفت عبد الطاغوت واعتقدتب | وشيد الكفر في الآلاف من حقبه |
عمود شركهم السامي ذوائبه | والروم والحبش والأفرنج من طنبه |
تحجة فرق الكفار سائلة | كالجو أظلم فيه ملتقى شحبه |
مستودع في شعاب الأرض حيث نأى | شم الجبال ولج البحر من حجبه |
من كل أغبر من عض السفار به | وساهم الوجه من طول السرى شجبه |
وكل مهد إلى أركان بيعته | ما عز من نفسه فيها ومن نشبه |
قد طالما أحفت الأملاك أرجلها | فيه وخرت على الأذقان من رهبه |
أممته بجنود الحق فانقلبت | بغرة الفتح من تغيير منقلبه |
وسمته جاحما للنار ما بقيت | نفس من الكفر إلا وهي من حطبه |
يا حسن مرأى الهدى من قبح منظره | وبرد أكباد حزب الله من لهبه |
وعاذ برمند منه بالفرار وكم | من قبلها عاذ بالأنصاب من صلبه |
مستوطنا مركب الإحجام عنك وهل | يعدو به وجهه المحتوم من عطبه |
مستخفيا بظلام الليل منك فإن | وافاه صبح توارى في دجى كربه |
قد حفت اليوم منه قلب ملتهب | منها ومن . . ربه |
لا يزجر الطير في سهل ولا جبل | إلا بوارح تعمي عين مقتربه |
وأين منه سبيل الفوز منك وقد | سللت سيف الهدى والنصر في طلبه |
وإيلياء التي كانت ألية ذي | جهد من الشرك خاشي الإثم مرتقبه |
رفعت منها سنا نار أضاء لهم | ما كان أودعها الشيطان من ريبه |
يشبها منك عزم لو ونى ضرم | منها لأضرمها في الله من غضبه |
فالله جازيك يا منصور دعوته | بسعي ماض لنصر الدين محتسبه |
وعن كتائب للإسلام قدت بها | إلى رضا الله حتى كن من كتبه |
ومؤمن منصب لله مهجته | بلغته أمد المغبوط من نصبه |
وعن حسام هدى لم تجل صفحته | إلا أسلت دماء الشرك في شطبه |
وليفتخر منك يا منصور يوم علا | تركت غابرة الأيام تفخر به |