نور الوفاء بأرضنا لك ساطع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نور الوفاء بأرضنا لك ساطع | والحق شمل عندنا بك جامع |
هديت إلى المنصور دعوتك التي | صدق الوداد بها إليه شافع |
وأواصر نزعت بهن عناصر | حنت وهن لشكلهن نوازع |
تلك المعاهد من عهودك عنده | لم يعفهن مصائف ومرابع |
صدقت فلا برق المودة خلب | منها ولا غيم القرابة خادع |
بوسائل هتفت بهن جوانح | فتفرجت لقبولهن أضالع |
فهي الظماء إلى المياه شوارع | وهي الطيور إلى الوكور قواطع |
طويت لها بعد التنائف وانزوى | لدنوها منه الفضاء الواسع |
وقد حن بالمرخ العفار فأقلعا | والليل بينهما نهار ساطع |
وزرعن في الترب الكريم مكارما | أو فت لحاسدها بما هو زارع |
نادى المنادي من مناد مسمعا | فأجابه لتجيب رأي سامع |
بشوابك الرحم الموصلة التي | وصل الوصول بها وجب القاطع |
أشرقن والأيام ليل دامس | وحلون والأنساب سم ناقع |
برعاية لا هدي هود غائب | عنها ولا إيصاء يعرب ضائع |
ودنوها دين لكم وفرائض | وسناؤها سنن لكم وشرائع |
فإذا تثوب فالقلوب نواظر | وإذا تنادي فالنفوس سوامع |
بعواطف اليمن التي أنتم لها | وهي اليمين أنامل وأصابع |
جمعتكم ببطونهن حوامل | وغذتكم بثديهن مراضع |
ونحورها مأوى لك ومعايش | وجحورها مثوى لكم ومضاجع |
فتبعتم آثار ما نهجت لكم | في النضر أذواء لكم وتبابع |
قهروا الجبابر فالرقاب مقاطع | لسيوفهم أو فالرقاب خواضع |
وسروا إلى داعي الهوى فمصدق | ومسابق ومبادر ومبايع |
الناصرين الناصحين فما لهم | في غير ما يرضي الإله موازع |
ما أشرعت في الناكثين رماحهم | إلا وباب النصر منها شارع |
وإذا سيوفهم لمعن لوقعة | جلل فوجه الفتح فيها لامع |
لم يرفعوا راياتهم إلا علت | والحق مرفوع بهن ورافع |
فالدين أعلام لهم ومعالم | والكفر أشلاء لهم ومصارع |
أبني مناد إن تنادوا للندى | أو للطعان فمسرع ومسارع |
أو تغضبوا فمعارك ومهالك | أو ترتضوا فقطائع وصنائع |
أو تركبوا فمناظر ومخابر | أو تنزلوا فمشاهد ومجامع |
الشام شامكم ومصر مصركم | والمغربان لكم حمى ومراتع |
والمشرق الأعلى أبو الحكم الذي | ناديتم فالدهر عبد طائع |
أصفى الملوك فناصر أو واصل | وصفا الأنام فعائذ أو خاضع |
لم يطلع البدر المنير ببلدة | إلا لكم فيها هلال طالع |
ولكم بدار الملك من سرقسطة | قلم لأقلام البرية فارع |
بمفاخر من منذر ومآثر | نظمت بمنطقه فهن شوائع |
وبها له في المغربين مغارب | ولذكره في المشرقين مطالع |
سكنت بها الآفاق وهي غرائب | واستأنست بالعلم وهي بدائع |
فالجو من فحواه مسك فائح | والأرض من يمناه روض يانع |
من بعدما ولدته من صنهاجة | شيم إلى ملك الملوك شوافع |
ومناقب ومناصب وضرائب | وصوائب وثواقب ولوامع |
فيها يسابق نحوها ويشايع | وبها إلى يمنى يديه ينازع |
إن تشرق الدنيا ببارع ذكره | فمحله عند ابن يحيى بارع |
مستودعا لكم مليكا نفسه | وحياته في راحتيه ودائع |
فاسعد أبا مسعود بالهمم التي | عليت فهن إلى النجوم نوازع |
إن كان سيبك للحقوق مؤديا | فينا فسيفك للحقائق مانع |
بحقائق تجلو الخطوب كأنما | ريب الزمان لهاكمي دارع |
ومواهب فيما حويت كأنها | فيمن غزوت ملاحم ووقائع |
وعليك من نفسي سلام طيب | مترادف متواصل متتابع |
الغاديات به إليك نوافح | والطارقات به عليك ضوائع |