يا غياث العباد إن بخل المزن
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا غياث العباد إن بخل المزن | سقاهم وبلا وما استمطروه |
والذي أمن العباد ببيض | مرهفات لقاؤهن كريه |
شهد الناس أمس ما لم يروه | في الذي أدركوا ولا شهدوه |
قتل المشركون منا شهيدا | فتمنوا بأنهم أنشروه |
سفكت بالدم الكريم دماء | وكذا يوبق الحليم السفيه |
قتلوه مصفدا فودوه | لو علا ظهر طرفه لم يدوه |
لقي الموت في الرصيف رجال | كلهم في بني أبيه وجيه |
غادرتهم صوارم الهند والزرق | حصيدا يا بؤس يوم لقوه |
ورأينا الوزير كالليث أنى | غير هذا والعامري أبوه |
أيقنوا بالحمام لما رأوه | مقبلا نحوهم وسيئت وجوه |
ورأيناه كالحسام مضاء | فشهدنا أن الحسام أخوه |
زرق العلج زرقة تركته | حرضا قد أظله المكروه |
مات ذعرا منه وكم لقي الأبطال في هبوة فما ذعروه | |
ولكم أيما له وقتيلا | صم عن أن يجيب من يدعوه |
وأسيرا مصفدا في وثاق | وغياثا لطارق جف فوه |
ذاك حتى إذا اللقاء دعاه | عاين الناس منه ما استعظموه |
أسدا ساقطا لزرقة شبل | لو دروا حيث أوغلت عذروه |
وقفوا يذعرون منه فلما | عاينوا الفضل ماثلا أملوه |
وكذا العامري ما دام طفلا | ولعمري لنعم ما شبهوه |
غصن ما يزال من دوحة المجد فروع كثيرة تغذوه | |
فإذا جاز تسعة وثلاثا | جل عن أن يحده تشبيه |
يا ثمال العفاة يا ملك الدنيا ومن فاز بالغنى آملوه | |
قد حباني دهري بإدراك دهر | ما به ناجه ولا منجوه |
لو حباني بذاك عصر شبابي | لرآني على العباد أتيه |
ورجائي ما قد علمت وشكري | وثنائي في الناس ما علموه |
غير أن الزمان ثقل ظهري | فهو ثقل علي صعب كريه |
ولعمري مالي سوى الملك المنصور في الأرض سيد أرجوه |