أهلا بمن قهر الملوك ومرحبا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أهلا بمن قهر الملوك ومرحبا | وأعز من حلت لرؤيته الحبى |
وبحاجب الشمس الذي حجب الأسى | عنا وحاش لجوده أن تحجبا |
والمستطار لسيفه فرق العدى | فرقا فكان هو السنا وهم الهبا |
ملك نماه الملك يتبع تبعا | فيه ويعرب عن مآثر يعربا |
قاد الجنود مكاثرا برماحها | شهب الدجى وبأسدها عدد الدبا |
وسما فعادى بين آفاق العدى | خسف الدبور وكر يعتام الصبا |
بكتائب تركت سنا شمس الضحى | طرفا سجا للنوم أو برقا خبا |
تبني على الآفاق من جعد الثرى | فلكا بزرق السمهري مكوكبا |
همة أورت زناد وقائع | غادرن رأس الدهر أشعث أشيبا |
حتى تجلى في عجابة أوبة | آبت إلى الدنيا بأيام الصبا |
من بعد ما وصل الأصائل بالضحى | تحت العوالي مسئدا ومؤدبا |
متى توهمه الدجى بدر الدجي | يسري أو ابنا للكواكب أو أبا |
به ناسبتها متعاليا | ومحلقا ومشرقا ومغربا |
عزائم كلفتها أعلى العلا | فتسابقت شأوا إليه مغربا |
مستحييات أن يعرج لحظها | لقبول ما أدنى الزمان وقرباب |
لا يركب الملك الذلول ركابه | حتى يذل له الزمان المصعبا |
حتى ينال العز أعلى مرتقى | ويفوز بالآمال أبعد مطلبا |
جاوزن بالخيل المدى بعد المدى | وأطلن إظماء الأسنة والظبى |
ما أوردتها من عداتك منهلا | إلا ابتدرن أمام ذلك مشربا |
يطلبن في الأفلاك شاهقة العلا | ويدعن للأوعال شامخة الربى |
متكرمات أن يناطح كبكبا | من كان في فلك المعالي كوكبا |
هل من يساميه وأقرب ما يرى | منا إذا كان الغمام الصيبا |
عدنا به من لا تعود مرقبا | منه فأصبح في ذراه مرقبا |
فمن يوم عيد إلى يوم فتح | ومن يوم فتح إلى يوم عيد |
وجود تفجر من نار بأس | وبأس تسعر من بحر جود |
غلول يعيد شباب الكبير | وهول يشيب رأس الوليدأ |
وسعي يزيد مدى كل يوم | إذا لم يكن في مدى من مزيد |
فلو علم البدر عم السماء | أو البحر جلل وجه الصعيد |
فكم صبحتك بفتح قريب | سرى ليلة ذات صبح بعيد |
وكم حملت منك بيداء قفر | إلى الكفر من يوم حين مبيد |
بكل كمي لأم نزور | ومن راحتيك لأم ولود |
يجيب إليك صريخ المنادي | بأنزع من قلب صب عميد |
وبقي وجوه الأهاويل عنك | لقاء هوى ما له من صدود |
إذا قتل الحزم والسهل وافى | نفوس العدى من يدي مستقيد |
وكل جواد نمته يداك | فأعرق في سرو بأس وجود |
رعى بك كل حمى لم يرعه | صريخ المنادي بهاد وهيد |
تضمنه خافقات البروق | تلألأ في مصعقات الرعود |
وأوردتها كل ماء حماه | بريق السيوف وزأر الأسود |
سريت فألحقت ليلا بليل | وسرت فوصلت بيدا ببيدا |
كما قد وصلت حبال الغريب | وقربت مأوى القصي البعيد |
ونادى نداك على الأرض حي | على مستقر الشريد الطريد |
وجيش عقدت له في الجهاد | لواء سما بوفاء العقود |
فزاد الضحى من سنا الشمس نورا | وليل السرى في نجوم السعود |
وأصبحت أعلى جبال الأعادي | تزلزلها بجبال الحديد |
فرعت الصياصي بشعث النواصي | وأبناء قوط بأبناء هود |
بكل نجيب نمى في تجيب | بمجد الجدود وسعد الجدود |
له في المدى كل بحر طموح | وفوق العلا كل قصر مشيد |
مناقبهم لصدور الدهور | عقود نظمن نظام الغريد |
وملكك سلك لذاك النظام | وأنت وسيط لتلك العقود |
فأسربت بينهم يا بن يحيى | كبدر سرى بين زهر البعود |
برجوما رميت بها في الضلال | على كل شيطان كفر |
تذكرهم بذبال الرماح | صلاءهم النار ذات الوقود |
وترهقهم كل طود يفاع | يمثلهم رهقا في صعود |
وما فات صرف الردى من عليه | لنصرك عين رقيب عتيد |
ولو كان وعدا لأنجزت لكن | خلقت خليقا بخلف الوعيد |
ولو شمت سيفك في صدر كسرى | وقيصر بين الطلى والوريد |
لما نلت حقك سعيا وهديا | ولا بعض ثار أبيك الشهيد |
وفي الله أكفأت كأس المنام | وسمت جفونك فقد الهجود |