أنضيت خيلي في الهوى وركابي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنضيت خيلي في الهوى وركابي | وعمرت كأس صبا بكأس نصاب |
وعنيت مغرى بالغواني والصبا | واللهو واللذات قد تغرى بي |
في غمرة لا تنقضي نشواتها | من صرف كأس أو جفون كعاب |
أيام لا نرتاع من صرف النوى | أمنا ولا نصغي لنعب غراب |
أيام وجه الدهر نحوي مشرق | ومحاسن الدنيا بغير نقاب |
ولقد أضاء الشيب لي سنن الهدى | فثنى سني ددني على الأعقاب |
ورأيت أردية النهى منشورة | تسعى بجدتها إلى أترابي |
ورأيت دار اللهو أقوى ربعها | وخلت معاهدها من الأحباب |
وخلت بي النكبات ترمي ناظري | وخواطري بنوافذ النشاب |
ولكم أصابتني الخطوب بشكة | تعيي التجلد واحتسبت مصابي |
حفظا لعلم حاز صدري حفظه | ألا أخيس بحرمة الآداب |
حتى تركت الدهر وهو لما به | صبرا وغادرني السقام لما بي |
وصرفت عن صرف الزمان ملامتي | وكففت عن سعي الحسود عتابي |
علما بأن الحرص ليس بزائد | حظا وأن الدهر غير محاب |
همم الفتى نكب تبرح بالمنى | أبدا إذا عم القضاء الآبي |
فقطعت يا منصور نحوك نازعا | خدع المنى وعلائق الأسباب |
فرضاك تأميلي وقربك همتي | ونداك محيائي وحمدك دابي |
وقد احتللت لديك أمنع معقل | وحططت رحلي في أعز جناب |
في ذمة الملك الذي آمالنا | من راحتيه تحت صوب سحاب |
قمر توسط من مناسب يعرب | قمم السناء وذروة الأنساب |
صدقت به في الله عزمة مخلص | تركت ذماء الشرك رهن ذهاب |
بكتائب عزت بها سبل الهدى | ومحت رسوم الكفر محو كتاب |
غادرن أرضهم كأن فضاءها | أغوال قفر أو سهوب يباب |
تحتث سالكها بغير هداية | وتجيب سائلها بغير جواب |
يأيها الملك الذي عزماته | في الدين أعظم أنعم الوهاب |
وصل الإله لديك عمرا يقتضي | أمد السنين ومدة الأحقاب |
ولك السرور مضاعفا أيامه | ولك النعيم مجدد الأثواب |
وليهنك الأضحى الذي أضحى به | صنع الإله مفتح الأبواب |
واسلم لسبطيك اللذين تملكا | رق السناء تملك الأرباب |
السابقين إلى مقامات العلا | ذا في الحروب وذاك في المحراب |
الحاجب الأعلى الذي زهيت به | رتب العلا ومفاخر الأحساب |
فلكم تدانى في مكر للوغى | كالشمس في كسف العجاج الهابي |
رأي عيني منه يوم قلنية | منه شهاب خاطف شهاب |
سيف الإله وحزبه المفني به | شيع الظلال وفرقة الأحزاب |