لئن سرت الدنيا فأنت سرورها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لئن سرت الدنيا فأنت سرورها | وإن سطعت نورا فوجهك نورا |
سلام على الأيام ما شمت للعلا | أهلتها واستقبلتك بدورها |
وبوركت الأزمان ما أشرقت لنا | بوجهك هيجاواتها وقصورها |
فلا أوحشت من عز ذكرك دولة | إليك انتهى مأمورها وأميرها |
فما راق إلا في جبينك تاجها | ولا قر إلا إذ حواك سريرها |
فلا راعها خطب وسيفك أنسها | ولا رامها ضيم وأنت مجيرها |
ومن ذا يناويها وأنت أميرها | ومن نسلك الزاكي الكريم وزيرها |
فتى طالعته بالسعود نجومها | وطارت له باليمن فينا طيورها |
أذل له عبد المليك ملوكها | وأنجبه المنصور فهو نصيرها |
بحار أمرت للأعادي طعومها | كما طاب فينا شربها وطهورها |
وأرباب ملك في رياسة أمة | لهم في المعالي عيرها ونفيرها |
وما يتساوى موتها وحياتها | ولا يتكافى ظلها وحرورها |
وأنت الذي أوردت لونة قاهرا | خيولا سماء الأرض فيها نخورها |
وقد لاح بالنصر العزيز لواؤها | وأعلن بالفتح المبين بشيرها |
وحلت حلول الليل في كل بلدة | سواء بها إدلاجها وبكورها |
وقد قنأت سمر القنا بدمائها | وغالت صدور الدارعين صدورها |
صليت وقد أذكى الطعان وقودها | وفار بنيران السيوف سعيرها |
وخضت وقد أعيت نجاة غريقها | وهالت بأمواج المنايا بحورها |
وقد ضربت خدرا على الشمس وانجلت | بها عن شموس الغانيات خدورها |
عقائل أبكارا غدون نواكحا | وما أصبحت إلا السيوف مهورها |
فلا محيت أفخاذها من سماتكم | ولا عريت من ناصريكم ظهورها |