جهادك حكم الله من ذا يرده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جهادك حكم الله من ذا يرده | وعزمك أمر الله من ذا يصده |
وطائرك اليمن الذي أنت يمنه | وطالعك السعد الذي أنت سعده |
........................ | ......................... |
وبيعة رضوان رعى الله حقها | لمن بيعة الرضوان إذ غاب جده |
فأصبح في رأس الرياسة تاجه | ونظم في جيد الخلافة عقده |
مسرته مأوى الغريب وستره | ولذته خير المقل ورفده |
وأجناده في موقف الروع روضه | وأعلامه في مورد الموت ورده |
نلاعب آرام الفلا من هباته | وآرامه غر الطراد وجرده |
أونفترش الديباج من جود كفه | وما فرشه إلا الجواد ولبده |
ومن برح فبالبيض الحسان بوجده | فالبيض في الهيجاء برح وجده |
وقربنا من رحمة الله هديه | ورغبنا في طاعة الله زهده |
وعلمنا بذل النفوس لنصره | ندى كفه المربى على القطر عده |
ولو لم يواف الوافدون قبابه | لأصبح من زهر الكواكب وفده |
وأيامه الموصول طول صيامه | بليل تحلى بالتلاوة سهده |
وأبلج من قحطان قربك عزه | وملكك محياه ونصرك مجده |
شديد محال الرمح فيك أبيه | مبر خصام السيف عنك ألده |
رضاك له يا مرتضى دين واثق | بأنك للدين الحنيف تعده |
وما يزدهيه منك دهر يسوده | إذا لم تجرده لثغر يسده |
يوقر عنكم سمعه فيصيخه | ويقصر عنكم طرفه فيمده |
وعهدك بالآمال تصرف عنكم | ورداكم عهد السموأل عهده |
وكم حل موت الحق من شد عقدكم | ويحيي ابن يحيى عقدكم فيشده |
وإن مات موت اليأس منكم رجاؤه | تنسم فيكم روحه فيرده |
وناديت في الإسلام حي على الهدى | فيالك من ظمآن قد حان ورده |
فقلدته سيفا لزحف يقوده | لخزي عداك أو لزغف يقده |
فإن لم يكن للهند يوما حديده | فمن يعرب العليا شباه وحده |
وإن يك في سرو اليمانين أصله | فطاعته في عبد شمس ووده |
وإن أنجبته أزده وتجيبه | فصفوته عدنانه ومعده |
أما وتحلى دون ملكك نصله | لقدما تحلى من سنائك غمده |
لملك نمى عبد المليك ملوكه | وأنجم نور من هشام تمده |
بكل إمام ناصر أنت صنوه | وكل مليك قاهر أنت نده |
نموك إلى بيت النبوة وابتنوا | لك الشرف الفرد الذي أنت فرده |
فأفخر بمن قرب النبيين فخره | وأمجد بمن مجدالخلائف مجده |
ومن كل حق في الخلافة حقه | وكل إمام في البرية جده |
بومن أمه أجياد والركن ظئره | ومرضعه البطحاء والحجر مهده |
له حرم الإتهام والغور غوره | ومنهج سبل الحج والنجد نجده |
وحيث اعتلى صوت الملبي وحجه | وحيث انتهى صدر الحجيج ووخده |
مناقب سارت في معالم كنهها | عقول بني الدنيا وما حد حده |
وفخر لو استنجدت في وصفه الورى | لأسأر من عد الحصى من يعده |
ولم يبل ما أبلاه آباء منذر | لأولهم بل مفخر تستجده |
وحق على يمنى يدي بقاؤه | جديدا على مر الزمان وخلده |
بغرب لسان لو أباري به الورى | مدى الدهر لم يبلغ نصيفي مده |
عليما بأن من ألحدت فيك نفسه | ففي لهوات الذيب والذبخ لحده |
ومن يبغ في الآفاق عنك مراغما | فوجدانه في ملتقى الخيل فقده |
ومن يتخذ في غير بحرك موردا | فلم يتخذ إلا لنعليك خده |
أفلا أمل إلا إليك انتهاؤه | ولا ملك إلا إليك مرده |