جهز لنا في الأرض غزوة محتسب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جهز لنا في الأرض غزوة محتسب | واندب إليها من يساعد وانتدب |
واحمل على خيل الهوى شيم الصبا | واعقد لجيش اللهو ألوية الطرب |
واهتف بأجناد السرور وقد بها | نحو الرياض وأنت أكرم من ركب |
جيشا تكون طبوله عيدانه | وقرونه النايات تسعدها القصبأ |
واهزز رماحا من تباشير المنى | واسلل سيوفا من معتقة العنب |
وانصب مجانيقا من النيم التي | أحجارهن من الرواطم والنخب |
لمعاقل من سوسن قد شيدت | أيدي الربيع بناءها فوق القضب |
شرفاتها من فضة وحماتها | حول الأمير لهم سيوف من ذهب |
مترقبين لأمره وقد ارتقى | خلل البناء ومد صفحة مرتقب |
كأمير لونة قد تطلع إذ دنا | عبد المليك إليه في جيش لجب |
فلئن غنمت هناك أمثال الدمى | فهنا بيوت المسك فاغم وانتهب |
تحفا لشعبان جلا لك وجهه | عوضا من الورد الذي أهدى رجب |
فاقبل هديته فقد وافى بها | قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب |
واستوف بهجتها وطيب نسيمها | فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب |
وصل الجهاد إلى الصيام بعزمة | من ثائر يرضي الإله إذا غضب |
فالنصر مضمون على بر الهدى | وعواقب الراحات أثمار التعب |
وارفع رغائب ما نويت إلى الذي | ما زلت ترفعها إليه فلم تخب |
حتى تئوب وقد نظمت قلائدا | فوق المنابر لا تغيرها الحقب |
بجواهر من فخر يومك في العدى | تبأى بها في الدهر تيجان العرب |
فتح تكاد سطوره من نورها | تبدو فتقرأ خلف طيات الكتب |
واقبل هدية عبدك الراجي الذي | أهدى إليك الدر من بحر الأدب |