ما كفر نعماك من شأني فيثنيني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما كفر نعماك من شأني فيثنيني | عمن توالى لنصر الملك والدين |
ولا ثنائي وشكري بالوفاء بما | أوليتني دون بذل النفس يكفيني |
حق على النفس أن تبلى ولو فنيت | في شكر أيسر ما أضحيت توليني |
ها إنها نعمة ما زال كوكبها | إليك في ظلمات الخطب يهديني |
تبأى بجوهر ود غير مبتذل | عندي وجوهر حمد غير مكنون |
وحبذا النأي عن أهلي وعن وطني | في كل بر وبحر منك يدنيني |
وموقف للنوى أغليت متأدي | فيه وأرخصت دمع الأعين العين |
من كل نافرة ذلت لقود يدي | في ثني ما يدك العلياء تحبوني |
والحذر يخفق في أحشاء والهة | تردد الشجو في أحشاء محزون |
أجاهد الصبر عنها وهي غافلة | عن لوعة في الحشا منها تناجيني |
يا هذه كيف أعطي الشوق طاعته | وهذه طاعة المنصور تدعوني |
شدي علي نجاد السيف أجعله | ضجيع جنب نبا عن مضجع الهون |
رضيت منها وشيك الشوق لي عوضا | وقلت فيها للوعات الأسى بيني |
فإن تشج تباريح الهوى كبدي | فقد تعوضت قربا منك يأسوني |
وإن يمت موقف التوديع مصطبري | فأحر لي بدنو منك يحييني |
أو أفرط الحظ من نعماك منقلب | من الوفاء بحظ فيك مغبون |
وخازن عنك نفسي في هواجرها | وليس جودك عن كفي بمخزون |
وأي ظل سوى نعماك يلحفني | أو ورد ماء سوى جدواك يرويني |
وحاش للخيل أن تزهى علي بها | والبيض والسمر أن تحظى بها دوني |
وربما كنت أمضي في مكارهها | قدما وأثبت في أهوالها الجون |
من كل أبيض ماضي الغرب ذي شطب | وكل لدن طرير الحد مسنون |
كذاك شأوي مفدى في رضاك إذا | سعيت فيه فلا ساع يباريني |
لكن سهام من الأقدار ما برحت | على مراصد ذاك الماء ترميني |
يحملن للروع أسدا في فوارسها | تمد للطعن أمثال الثعابين |
والبيض تحت ظلال النقع لامعة | تغلغل الماء في ظل الرياحين |
حتى يحوزوا لك الأرض التي اعترفت | بملك آبائك الشم العرانين |
حيث استبوا فارسا والروم واعتوروا | رق الأساور منهم والدهاقين |