أخفضا نوت فينا النوى ولعلها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أخفضا نوت فينا النوى ولعلها | أجد بها طول السرى فأملها |
وحاش لأصداء الفلا أن تصدها | بنا أو أضاليل الدجى أن تضلها |
وأحقر بهول البحر أن يستكفها | وأهون بغول القفر أن يستزلها |
ولكن أيادي منذر نذرت بها | فكانت لنا منها قذى وشجالها |
فحازت إلى عز الحياة رحالنا | وزمت على خزي المتالف وحلها |
نحاها مقيل العاثرين بعثرة | لعا لي منها والنوى لا |
فكم أقفرت منا محا وغربت | وجودا أجدت في الفؤاد |
ويارب بلهاء الصبا عن جوى الهوى | لبست بها عيش الصبابة أبلها |
كشفت لسهمي طرفها عن مقاتلي | مجن تقى لم يمنع النفس قتلها |
وشككني وجدي بها وصبابتي | أنفسي لي إن أخطأ الحين أم |
وحسبي بها عذلا على سلوة الهوى | وعذرا كفاني العاذلات وعندها |
بقد إلى مستودع القلب قادها | ود على مستوطن النفس |
وللخفر السحار في وجناتها | خواتيم لا يخفرن مني |
وما حفرت بيض الصوارم والقنا | مجاسنها مما أصاب فأولها |
قرية من بين تقسم طرقه | طوارق لا يلهين عن لهو من لها |
علاقة حب شدما علقت بها | حبائل بين بت مني وصلها |
وصفو هوى ما قرحتى هوت به | حوادث تفريق القلوب هوى لهاأ |
فكنا لها نبلا أصابت بنا الصبا | وما عدلت عن رمي قلبي نبلها |
جسوما أفلتها الرياح فلم تدع | لهن من الأرواح إلا أقلها |
فائب وصاها الجديل وشدقم | بألا تمل الليل حتى يملها |
تروحه من خلفة الفجر طرة | كمعترض الشقراء تنفض جلها |
فكم حملت من حر قلب موله | يبلغ عنه النجم قلبا مولها |
وكم ضم ذاك الليل من أم شادن | أضلته في جوف الفلا وأضلها |
وقد بلغ الجهد القلوب حناجرا | تبشرها أن التناهي مدى لها |
فرشكان منصور ما نصر الأسى | برد أقاصي الأرض نحوك سبلها |
ونادى نداك الركب في كل بلدة | ألا بلغو هدي الركائب محلها |
فلبتك من غور الجلاء أهلة | أهل بها مأواك حتى أهلها |
كأنا نذرنا مطلع الشمس منزلا | ألية حلف كان وجهك حلها |
فآويت فل النائبات وطالما | أبرت العدى قتلا وآويت فلها |
وناديتها أهلا وسهلا ولم تزل | أحق بها في النازلين وأهلها |
فظللت من لم يدرك الليل ظله | وأغدقت من لم تلحق المزن طلبها |
وعوضتنا من راحة الموت راحة | سكنا بها برد الحياة و |
وأعمرت منا في ذراك منازلا | تفقدت مثواها وأرغدت نزلها |
ولم تبد من نعماك إلا ببعضها | ولكنه عم الرغائب كلها |
فرحنا شروبا قد تأنق روضها | وأنهلها كأس السرور |
ندامى ولكن من عطاياك راحها | وقد جعلت من طيب ذكرك عنها |
وخفت على يمناك منا مطالب | تشكى إلينا البر والبحر |
وما توجت هذي الرياسة سيدا | أكاليلها حتى تحمل كلها |
هي البكر مجلاها حرام محرم | فيا من بمهر المكرمات |
فتاة دعت من للحروب وللندى | فما وجدت إلا ابن يحيى |
من الحترق الدنيا لأول دعوة | إلى دعوة الإسلام فافتك غلهاب |
وشرد احزاب العدى عن حريمها | وأدرك من مستأسد الكفر ذحلها |
ودوح في جو السماء غصونها | وأثبت في بحبوحة العز أصلها |
ومد هوادي الخيل في طلب العدى | فأوطأها حزن البلاد وسهلها |
وكم قد فدى أدنى النفوس من القنا | بنفس نفوس العالمين فدى لها |
فلو كان للشمس المنيرة دولة | بأخرى لقيل اصعد فحل محلها |
ولو لحقت مجرى الكواكب خلة | لقيل له سست العلا فتولها |
وقيل زدها في هباتك واستزد | بها الحمد من هذا الورى لاستقلها |
ولو كان يرضاها نظاما لزينة | لقيل تتوج زهرها وتحلها |
وأغن به عنها وفي منطقي له | قلائد لا يرضى الكواكب بدلها |
جواهر لم يذخر لها الدهر مثله | مليكا ولا أهدى له البحر مثلها |
خلد فيها من نداه وبأسه | خلائق تستملي الخلائق فضلها |
لها حسن الأحاديث بعدها | بإحيائها أيام من كان قبلها |
وأملي على الأيام آثار منعم | علي بعين المكرمات أملها |
الله لي منها وسائل نسبة | فألف في الأحقاب قولي وفعلها |
وعلياها ومدحي وفخرها | وشكري ونعماها وحمدي وبذلها |
عيد أعياد توافت فأشرقت | على الدين والدنيا وكنت أجلها |
تخبر عن جمع المنى فتهنها | وعن عود أعياد بها فتملها |
وبرك للأضياف قرب بعدها | وبشرك بالزوار ألف شملها |