قل للخلافة قد بلغت مناك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قل للخلافة قد بلغت مناك | ورأيت ما قرت به عيناك |
مهدي أمة أحمد وكريمها | وحليمها يأوي إلى مئواك |
وسليل نفس إمامها وشهيدها | قمريك في الدنيا وما قمراك |
هذا تعجل من كرامة ربه | في الخلد مثوى جل عن مثواك |
ودعوت ياثاراته فمحمد | بالسيف أول سامع لباك |
الخائض الغمرات غير مروع | بالموت زاحمه إلى محياك |
وأضاءت الدنيا لأول وهلة | وصل الإله سناءه بسناك |
ماكنت قابلة سواه ولم يكن | يوما يريد حياته لسواك |
ولكم شجاه منك في جنح الدجى | إعوال محزون وزفرة باك |
حتى تلافى ما دهاك بعزمة | لم يعيها الداء الذي أعياك |
في كفه السيف المقلد جده | بالمرج إذ تبت يد الضحاك |
وسعى فأدرك بعد ثأرك ثأره | من كل ممتنع من الإدراك |
وأباح كل حمى لكل مضلل | غاو أباح حمى الهدى وحماك |
فشفى نفوس المسلمين ونفسه | لما سقى الدنيا دماء عداك |
بشهيد آل الله والملك الذي | لاكفء من دمه الكريم الزاكي |
لبست عليه الأرض ثوب حدادها | وبدت نجوم الليل وهي بواك |
فحوى الخلافة والسناء وليه | رغما لكل معاند أفاك |
حكما من الحكم العلي لطالب | أبدا دم الخلفاء والأملاك |
حتى تنجز موعد الله الذي | لم تخف فيه مواعد الإيشاك |
يا لابسا لعدوه ووليه | بطش الأسود وعفة النساك |
ما أبهج الدنيا لديك بعزة الدين | الحنيف وذلة الإشراك |
إن غص يوم القوط منك برسلهم | فغدا بيوم الروم والأتراك |
سمعوا بدعوتك التي نادتهم | أوطانهم منها تراك تراك |
فالورع منقطع إليهم واصل | ليل البيات لهم بيوم عراك |
بمثال طعن في الكلى متتابع | وخيال ضرب في الرقاب دراك |
فتيمموك ومن أشك سلاحهم | سيمى الخضوع وبزة الهلاك |
متعوذين من الفناء بصفحتي | سيف لمثل دمائهم سفاك |
فكأنما خاضت إليك وجوههم | نارا تضرم في غضاء أراك |
حتى اجتلوا قمر الخلافة حوله | أمثال زهر كواكب الأفلاك |
وغلب ولا تزل الخلافة والهدى | من سعد جدك في سلاح شاك |
واشرب بأكواس السرور وسقها | رفها مدى الأيام هات وهاك |
وأنا الشريد وظل عزك موئلي | وأنا الأسير وفي يديك فكاكي |
أدب أضاء المشرقين وتحته | حظ يئن إليك أنه شاك |