ولا في سرور العيد نحن مهنوه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولا في سرور العيد نحن مهنوه | ولا في سرير الملك نحن محيوه |
لهفي عليه والكماة تهابه | ولهفي عليه والملوك مطيعوه |
ولهفي عليه والوعى تستخفه | ولهفي عليه والكتائب تقفوه |
ولهفي عليه والضيوف تزوره | ولهفي عليه والركائب تنحوه |
ولهفي عليه والأماني تؤمه | ولهفي عليه والخلائق ترجوه |
ولهفي عليه والمصاحف حوله | يخط كتاب الله فيها ويتلوه |
ولهفي عليه حاضرا كل مسجد | وداعوه أشياع له ومصلوه |
تلهف قلب ليس يشفي غليله | سوابق دمع لاعج الحزن يحدوه |
وأشكو إلى الرحمن ترحه فجعة | بمن لم يبت داع إلى الله يشكوه |
وادعو لديه فوز روح وراحة | لمن لم يزل يدعو إليه ويدعوه |
وإن جل فينا فقده ومصابه | ليبلونا في الصبر عنه ويبلوه |
فقد عوض الإسلام من فقد نفسه | هلال سماء لا يضل مهلوه |
وبحرا سقاكم ري جود وأنعم | فسقوه إخلاص الصدور وروه |
وسيفا حباكم صفحه ومضاءه | فصوغوا له حر الوفاء فحلوه |
فقد حتم الدهر الذي حل خطبه | بأن ليس إلا بالمظفر يجلوه |
ومن كان لا يعدو الرياسة سعيه | فليس تباشير الرياسة تعدوه |
بهدي من المنصور ليس يضيعه | على سنن من سعيه ليس يألوه |
فلولاك يا يحيى لهدت لفقده | ذرى علم أذواؤك الغر بائوه |
ولولاك يا يحيى لمات بموته | رجال بأحرار القلوب مواسوه |
وما رغبوا عن نفسه بنفوسهم | وقد ذاق طعم الموت حتى يذوقوه |
وودعت الأرواح عند وداعه | وضل سبيل الصبر عنه مضلوه |
وقلبت الدنيا قلوبا وأنفسا | فلا العيش محبوب ولا الموت مكروه |
فلا فضنا دهر وأنت تلمنا | ولا مضنا جرح ويمناك تأسوه |
ولا وقي الإشراك ما منك ينقي | ولا عدم الإسلام ما منك يرجوه |