لك الله بالنصر العزيز كفيل
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لك الله بالنصر العزيز كفيل | أجد مقام أم أجد رحيل |
هو الفتح أما يومه فمعجل | إليك وأما صنعه فجزيل |
وآيات نصر ما تزال ولم تزل | بهن عمايات الضلال تزول |
سيوف تنير الحق أنى انتضيتها | وخيل يجول النصر حيث تجول |
ألا في سبيل الله غزوك من غوى | وضل به في الناكثين سبيل |
لئن صدئت ألباب قوم بمكرهم | فسيف الهدى في راحتيك صقيل |
فإن يحيى فيهم بغي جالوت جدهم | فأحجار داود لديك مثول |
هدى وتقى يودي الظلام لديهما | وحق بدفع المبطلين كفيل |
مجمع له من قائد النصر عاجل | إليه ومن حق اليقين دليل |
تحمل منه البحر بحرا من القنا | يروع بها أمواجه ويهول |
بكل معالاة الشراع كأنها | وقد حملت أسد الحقائق غيل |
إذا سابقت شأو الرياح تخيلت | خيولا مدى فرسانهن خيول |
سحائب تزجيها الرياح فإن وفت | أنافت بأجياد النعام فيول |
ظباء سمام ما لهن مفاحص | وزرق حمام ما لهن هديل |
سواكن في أوطانهن كأن سما | بها الموج حيث الراسيات تزول |
كما رفع الآل الهوادج بالضحى | غداة استقلت بالخليط حمول |
أراقم تقري ناقع السم ما لها | بما حملت دون الغواة مقيل |
إذا نفثت في زور زيري حماتها | فويل له من نكزها وأليل |
هنالك يبلوا مرتع المكر أنه | وخيم على نفس الكفور وبيل |
كتائب تعتام النفاق كأنها | شآبيب في أوطانه وسيول |
بكل فتى عاري الأشاجع ماله | سوى الموت في حمي الوطيس مثيل |
خفيف على ظهر الجواد إذا عدا | ولكن على صدر الكمي ثقيل |
لها من خوافي لقوة الجو أربع | وكشحان من ظبي الفلا وتليل |
وبيض تركن الشرك في كل منتأى | فلولا وما أزرى بهن فلول |
تمور دماء الكفر في شفراتها | ويرجع عنها الطرف وهو كليل |
وأسمر ظمآن الكعوب كأنما | بهن إلى شرب الدماء غليل |
إذا ما هوى للطعن أيقنت أنه | لصرف الردى نحو النفوس رسول |
وحنانة الأوتار في كل مهجة | لعاصيك أوتار لها وذحول |
إذا نبعها عنها أرن فإنما | صاده نجيب في العدى وعويل |
كتائب عز النضر في جنباتها | فكل عزيز يممته ذليل |
يسيرها في البر والبحر قائد | يسير عليه الخطب وهو جليل |
جواد له من بهجة العز غرة | ومن شيم الفضل المبين حجول |
به أمن الإسلام شرقا ومغربا | وغالت غوايات الضلالة غول |
يصول بسيف الله عنا وإنما | به السيف في ضنك المقام يصول |
حسام لداء المكر والغدر حاسم | وظل على الدين الحنيف ظليل |
إذا انشق ليل الحرب عن صبح وجهه | فقد آن من يوم الضلال أصيل |
كريم التأني في عقاب جناته | ولكن إلى صوت الصريخ عجول |
ليزه به بحر كأن مدوده | نوافل من معروفه وفصول |
ويا رب نجم في الدجى ود أنه | من المركب الحاوي سناه بديل |
تهادت به أنفاس روح من الصبا | وخد من البحر الخضم أسيل |
وقد أومت الأعلام نحو حلوله | وحن من الغر الجياد صهيل |
فجلى سناه العدوتين وبشرت | خوافق رايات له وطبول |
وأيقن باغي حتفه أن أمه | وقد أمه الليث الهصور هبول |
فواتح عز ما لها دون زمزم | ولا دون سعي المروتين قفول |
وهل عائق عنها وكل سنية | إليك تسامى أو إليك تئول |
سيوف على الجرد العتاق عزيزة | وأرض إلى البيت العتيق ذلول |
فقد أذنت تلك الفجاج ودمثت | حزون لمهوى مرها وسهول |
وقام بها عند المقام مبشر | وشام سناها شامة وطفيل |
فيهنيك يا منصور مبدأ أنعم | عوائده صنع لديك جميل |
وفرعان من دوح الثناء نمتهما | من المجد في الترب الزكي أصول |
عقيبان بين الحرب والملك دولة | وعز مدال منهما ومديل |
مليكان عم السالم الحرب منهما | غنى وغناء مبرم وسحيل |
ويهنيك شهر عند ذي العرش شاهد | بأنك بر بالصيام وصول |
فوفيت أجر الصابرين ولا عدا | مساعيك فوز عاجل وقبول |