وعدا على الله حقا نصر من نصره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وعدا على الله حقا نصر من نصره | وحكم سيفك في هامات من كفره |
رأس مطل على بابي طليطلة | يومي إلى الكفر هذا موعد الكفره |
وهامة قد قضت نحب الحمام ضحى | وهامة فوق صفحي شنج منتظره |
أوفى على موعد منه تراقبه | تدعو هلم إلى مستودع الغدره |
وناخرا أمس في البيداء من عظم | واليوم أصبح فيها أعظما نخره |
كم من سمي له فيها وذي نسب | لم يدخر نابه عنه ولا ظفره |
كأنما زار مشتاقا ومعتنقا | فاعتام منه مكان النحر والقصره |
ومسعرا لضرام الحرب من أشر | فلم يطق منك في إضرامها شرره |
فإن جرى دمه فيها فأطفأها | فإن نفس ابن شنج منه مستعره |
شقيق مفخره إن قام مفتخرا | وشق مهجته إن واتر وتره |
حم الحمام له قدرا فأفرده | يدعو الحمام لرزء غال مصطبره |
ما يرجع الطرف إلا وهو ذاكره | ولا يحس بنفس كلما ذكره |
ولا يرد الردى عنه سوى دله | وافى المصاب ولم يعرف به قدره |
وما القنا بالغات من جوانحه | بلوغ ألسنة أبلغنه خبره |
عتاده للوغى إن خاف طارقها | وذخره لملم الخطب إن حذره |
وسيفه وسيوف الهند بارقة | ورمحه ورماح الخط مشتجره |
فتح تقدمت في استفتاح مقفله | بخافقات إلى الأعداء مبتدره |
في دعوة سمع الرحمن داعيها | لما استهل بأخرى سورة البقرة |
هو الجهاد الذي برت مشاهده | فأشهدته الكرام الصفوة البررة |
ذللت فيه حمى الإشراك مقتحما | بالخيل رائحة فيه ومبتكرة |
في كل ضاحية ألبستها كسفا | غادرت شمس الضحى فيهن منعفرة |
دون السماء سماء النقع أنجمها | زرق الوشيج على الأعداء منكدرة |
وكل مزدحم في جنح مرتكم | لا نجمة يرقب الساري ولا قمره |
إلا جبينك يحدو صارما ضرما | كالبدر تحت الدياجي يتبع الزهرة |
حتى رفعت على أعلامهم علما | يستنجز الله فيها وعد من نصره |
عقاب فأل بعقبى رفع أوله | يجلو السعادة للإسلام والخيرة |
وجد شانيك مخفوض فكان لهم | عقاب خسف مبين الزجر والطيرة |
سعي تركت به أرض العدى نهجا | لمن سعى في مداه واقتفى أثره |
فهل لنفس ابن شنج بعدها عوض | من لب لبس أو من كافر الكفره |
صنواه في حربه أو في ضلالته | قد كان ذا سمعه فيها وذا بصره |
وفت دماؤهما ثأرا فلم يدعا | للمسلمين على حرب الضلال تره |
فليهنك اليوم فتح تقتفيه غدا | عوائد من فتوح الله منتظره |
بضائع لك من بأس ومن كرم | محفوظة لك عند الله مدخرة |
سلمتها في سبيل الله وافية | فناجز النقد أو مستقرب النظرة |
وابشر بأخرى وأخرى واعدت فوفت | بوعد ذي العرش في نعماء من شكره |