هو النصر والتمكين أدرك طالبه
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
هو النصر والتمكين أدرك طالبه | ولاحت وشيكا بالسعود كواكبه |
وبشر بالفتح المبين افتتاحه | وأحرزت الصنع الجليل عواقبه |
وسلطان عز في أرومة مفخر | تعالت على زهر النجوم مراتبه |
وجود تناهى في الخلائق وانتهت | إلى حاتم في الأكرمين مناسبه |
تقضت رجاء الراغبين سجاله | وعمت كما عم الغمام مواهبه |
وملجأ أمن المستضام ومعقل | كفى الدهر حتى ما تنوب نوائبه |
وسيف محلى بالمكارم جفنه | معودة نصر الإله مضاربه |
إذا سله دين الهدى بكر الردى | لديه يراعي أمره ويراقبه |
تخيره الرحمن من سرو حمير | فناضل عنه باتك الحد قاضبه |
مخلدة في الصالحين سماته | وباقيه في العالمين مناقبه |
حسام الإمام المصطفى وسنانه | ومفزعه في المشكلات وحاجبه |
هو القدر المحتوم من ذا يرده | وسلطان رب العرش من ذا يغالبه |
سما لعميد المشركين بعزمة | تداعت لها أركانه وجوانبه |
وشيعته يا ابن الكرام بجحفل | سواء عليه خرقه وسباسبه |
يكاثر أعداد الحصى بكماته | وتعتد أضعاف النجوم قواضبه |
لهام كسا أرض الفضاء بجمعه | وفاضت على شمس النهار ذوائبه |
نهضت به والجو بالنقع مفعم | وأنسته والليل تسطو غياهبه |
وأعلى لك القدر الجليل أمامه | لواء أضاء الشرق والغرب ثاقبه |
فلما رأى غرسية أنه الردى | يقينا وأن الله لا شك غالبه |
وقد جل حزب الله دون شغافه | وقد سلكت في ناظريه كتائبه |
ووافاه ريح العزم يسقي ربوعه | وتنهل بالموت الزؤام سحائبه |
وأبصر بحر الموت طم عبابه | وفاضت نواحيه وجاشت غواربه |
وأيقن أن الله صادق وعده | وأن أماني الضلال كواذبه |
وأسلمه ضنك المقام إلى التي | لها قام ناعيه وضجت نواديه |
قد رابه أنصاره وكماته | وأوحشه أشياعه وأقاربه |
وأخلفه الشيطان خادع وعده | وأيقن أن الله عنك محاربه |
تلقاك في جيش من الذل جحفل | صورامه آماله ورغائبه |
ومن قبل أحفى الرسل نحوك ضارعا | على حين أن عزت لديك مطالبه |
وأعيا بآراء الترضي وزيره | وأنفذ ألفاظ التذلل كاتبه |
فأعطى بكلتي راحتيه مبادرا | لأمرك مرض بالذي أنت راغبه |
وأمكن حبل الرق من حر جيده | متابع عزم حيث أمرك جاذبه |
فأعطيته ما لو تأخر ساعة | لزمت إلى نار الجحيم ركائبه |
وأضحت سبايا المسلمين حصونه | وقد نفذت ولدانه وكواعبه |
فلاك عز الملك والنصر ربه | وهنأك الصنع المتمم واهبه |
وله في عبد الملك المظفر رحمهما الله تعالى | من الكامل |
شهدت لك الأبطال يوم كفاحها | والحرب بين غدوها ورواحها |
والبيض يوم جلائها ومضائها | والخيل في إقحامها ومراحها |
ومواكب الأملاك يوم بهائها | ومشاهد السادات يوم سماحها |
أن المدى يوم ارتهان سباقها | لك والمعلى يوم فوز قداحها |
عقدت بمفرقك الرياسة تاجها | وكستك لبس ردائها ووشاحها |
ونمتك من أملاك يعرب نبعة | تلوي الكواكب في ذرى أدواحها |
آساد أغيال على مهتاجها | وبحار إنعام على ممتاحها |
ومحط أرحال المنى بموارد | رحب على الوراد عذب مراحها |
ومنابت العز الذي عمرت به | في الدهر شم إكامها وبطاحها |
ومعاقد التيجان فوق مفارق | بهرت إياة الشمس من أوضاحها |
والبأس ملء صدورها والحلم حشو برودها والجود موطن راحها | |
حكمت لها مضر على ساداتها | يوم افتخار أحيحة بن جلاحها |
خصت بتعليم الأذان فنوديت | في نومها بصلاحها وفلاحها |
واستقرض الرحمن جنة خلده | ببتات حائطه أبو دحداحها |
ومناقب أربت على خطبائها | ومآثر زادت على مداحها |
فنمتك في أقيالها وملوكها | وعمرت سبل نوالها وسماحها |
فلبست ثوب سنائها ووفائها | وحفظت عهد سيوفها ورماحها |
فعبأت للإسلام عطفة رحمة | ألحفت أهل الأرض ظل جناحها |
وتباشرت منك المنى لما دنت | بميسر الشيم الكرام متاحها |
وبطشت بالإشراك بطشة قادر | بالله مجتث العدى مجتاحها |
فحطمت عدة ملكها وقصمت عروة | جمعها وكفيت غرب جماحها |
وقريت عليا بنبلونة عزمة | هبت عليها من مهب رياحها |
وتكنفتك من السعود كواكب | طلعت بخيلك في وجوه نجاحها |
والخيل تغدو في الوغى بفوارس | تخذت معاقلها ذرى أشباحها |
ثم انبرى المنصور فيها قارعا | باب السماء بدعوة استفتاحها |
مستنجزا تأييد ذي العرش الذي | فلق المشارق عن سنا إصباحها |
فنهبت عمر حياتها وحويت رق م | حريمها وحكمت في أرواحها |
فأقمت فيها للجلاد وللردى | سوقا حويت المجد في أرباحها |
ورمت ظباك إليك نفس مليكها | واري زناد الخزي غير شحاحها |
مسترحما لك من وقائع لم تزل | يودي بمهجتها أليم جراحها |
فزعا إليك بنفس عان خاضع | بادي المقاتل للسيوف مباحها |
في شيعة أمت إليك وقد رأت | أن الخضوع إليك خير سلاحها |
فأجرت منه بالتعطف مهجة | وقفا مواعدها على أنواحها |
وكررت خيل الله تحمل مثلها | أطلاح أسفار على أطلاحها |
فصدعت أحشاء الظلام بعزمة | تسري البصائر في سنا مصباحها |
والنصر يشرق في ظبى أسيافها | والفتح يلمع في ذرى أرماحها |
حتى صبحت بلاد ميرو وقعة | أنحى على الإشراك سوء صباحها |
لاقتك دون حصونها فكأنما | لاقت سيوفك في فضاء براحها |
وأبحت منها كل مخطفة الحشا | شرق على اللبات نظم وشاحها |
فجئت بلمس البعل إلا أنها | خطت رماح الخط عقد نكاحها |
بيض حدتهن السيوف فأبرزت | صفحات أوجههن بيض صفاحها |
يا حاجبا شمس الأقاصي والدنى | بنداه ثوب أمانها وصلاحها |
اسلم ولا زالت حياتك غبطة | أبدا تدير عليك أكؤس راحها |