عنوان الفتوى : لبس المرأة السراويل الواسعة مع قميص طويل
السؤال
أنا فتاة عمري 17، أردت لباس الحجاب الشرعي، ولكن عائلتي وكل من حولي نصحوني بالتنوع بين لباس الحجاب الشرعي، وبين السراويل الواسعة المستورة؛ لأني يجب عليّ ممارسة الرياضة في المدرسة بسروال رياضي، فهل يجوز لبس السراويل الواسعة مع قميص طويل؟ أرجو أن تردوا عليّ في أقرب وقت -جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحجاب فريضة على المرأة المسلمة، فيجب عليها ستر بدنها باتفاق أهل العلم، فيما عدا الوجه والكفين، ففيهما خلاف، فلتراجع الفتوى: 63625، والفتوى: 4470.
والمقصود من الحجاب أن يتحقق الستر؛ ولذلك لم يجعل العلماء للحجاب هيئة معينة، وإنما اشترطوا شروطًا، فإذا تحققت في اللباس، كان حجابًا شرعيًّا، وإن اختل فيه شيء من هذه الشروط، لم يكن حجابًا شرعيًّا، ولمعرفة هذه الشروط، يمكن الاطلاع على الفتوى: 6745.
والغالب في السروال ألا تتحقق فيه شروط اللباس الشرعي؛ ولذلك لا يجوز لبسه، إلا إذا كان فوقه ما يستره، كالعباءة، أو أن يكون هذا السروال واسعًا لا يحدّد أعضاء الجسم، وفوقه قميص واسع يستر البدن إلى الركبتين، وما دونهما، فقد سبق وأن بينا جواز لبسه، إذا تحققت فيه باقي الشروط، فيمكن مراجعة الفتوى: 377527.
والملابس الرياضية يجوز للمرأة لبسها أمام مثيلاتها من النساء، إن لم تكن ضيّقة تحّدد العورة، أو شفّافة تصفها.
ولا يجوز لها ممارسة الرياضة بحضرة الرجال الأجانب، وإن كان اللباس ساترًا؛ لأن الغالب أن تكون الحركات الرياضية من أسباب الفتنة، وقد جاءت الشريعة بسدّ الذرائع إلى الفتنة، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى: 161855.
وإذا كانت المدرسة تلزمك بممارسة الرياضة بحضرة الأجانب، فلا يجوز لك الاستمرار فيها، بل اجتهدي في البحث عن سبيل للترخّص بعدم ممارستها على غير الوجه الشرعي، أو البحث عن مدرسة أخرى لا تلزم بذلك، ومن اتّقى الله جعل له مخرجًا، ومن ترك شيئًا لله عوّضه خيرًا منه.
والله أعلم.