تصدت لنا دعد وصدت على عمد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تصدت لنا دعد وصدت على عمد | وأقبل بها عند التصدي وفي الصد |
شكوت إليها الوجد يوم تعرضت | فأبت وقد حملت وجداً على وجد |
سلاها بم استحللت قتل أخي هوى | صفا لك منه ما يجن وما يبدي؟ |
ألا إنما دعد لقلبك فتنة | فإلا تدعها تلق حتفك في دعد |
وقدما زجرت النفس عنها فخالفت | إليها على قرب من الدار أو بعد |
وما زادني إلا اشتياقاً صدودها | وإلا وفاء واصطبارا على العهد |
يذكرنيها الرئم والغصن والمها | ويذكرنيها البدر في المطلع السعد |
فللرئم عيناها، وللبدر وجهها، | وللغصن منها ما حكاه من القد |
وما ابتسمت إلا خفا البرق لامعاً | خطوفاً لأبصار الرناة على قصد |
سلام عليها قد شجيت ببعدها | فلا هي تدنيني ولا أنا بالجلد |
وغر أناساً مني الحلم برهة، | وفي الحلم ما يعلي، وفي الحلم ما يردي |
فإن أبد حلما لا أكن متضائلاً، | وإن أنتقم أقدم على الأسد الورد |
وكيف أخشى بالهجاء من العدى | ولي مقول أمضى من الصارم الفرد |
وقد عجمتني الحادثات فصادفت | صبوراً على اللأواء منشحذ الحد |
يلاقونني بالبشر والرحب خدعة | وكل طوى كشيحه مني على حقد |
وكيف انخداع الذئب، والذئب خادع | ختول على الحالات للبطل النجد |
يعدون لي الإرجاف ما غبت عنهم | تشفي غمر لا يريم ولا يجدي |
وما رمت منهم جانبا فوجدته | منيعاً، ولا أعملت في صعبهم جهدي |
ولكنني أغضي إلى وقت غرة | فأهتبل المغرور مقتنصا وحدي |
ومن يعجل الأعداء قبل تمكن | فذاك الذي لم يبن أمراً على وكد |
وقد فاتهم شأوي بتقصير شأوهم | ذخائر ما في الصدر من صادق الود |
ليهنئ أخلاي الذين أودهم | ذخائر ما في الصدر من صادق الود |
فما أنا بالقالي ولا الطرف الذي | إذا ود ألهاه الطريف عن التلد |