أرج لريا طلة رياه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَرَج ٌَ لِرَيَّا طَلَّةٌ رَيَّاهُ | لا يَبْعَدِ الطَّيْفُ الَّذي أَهْدَاهُ |
ومُسَهَّدٍ لَوْ عادَ أَهْلُ كَرًىإِلى | مُحْتَلَّهِمْ مِنْهُ لَعَادَ كَرَاهُ |
يَهْوَاكِ لا أَنَّ الغَرَامَ أَطَاعَهُ | عَفْواً ، ولا أَنَّ السُّلُوَّ عَصَاهُ |
مُتَخَيِّرٌ أَلْفَاكِ خِيرَةَ نَفْسِهِ | مِمَّنْ نَآهُ الوُدُّ أَو أَدْنَاهُ |
قَدْ كانَ مُمْتَنِعَ الدُّمُوعِ فَلَمْ تَزَلْ | عَيْنَاكِ حَتَّى اسْتَعْبَرَتْ عَيْنَاهُ |
طَلَبَتْ عَذَابَ الصَّبِّ من كَلِفٍ بها | وَلَوتْ بِنُجْحِ الوَعْدِ حِينَ أَتَاهُ |
فانظُرْ إِلى الحُكْمَيْن يَختِلِفَانِ بِي | في الدَّيْن أَقْضِيهِ ولا أُقْضَاهُ |
عَيْشٌ لَنَا بالأَبْرَقَيْنِ تأَبَّدَتْ | أَيَّامُهُ ، وتَجَدَّدَتْ ذِكرَاهُ |
والعَيْشُ مَا فَارقْتَهُ فَذَكَرْتَهُ | لَهَفاً ، ولَيْسَ الْعَيْشُ مَا تَنْسَاهُ |
ولَوَ انَّنِي أُعْطِي التَّجاربَ حَقَّهَا | فِيمَا أَرَتْ لَرَجَوْتُ ما أَخشَاهُ |
والشَّيْءُ تُمْنَعُهُ يَكُونُ بِفَوْتِهِ | أَجْدَى مِنَ الشَّيْءِ الَّذي تُعْطَاهُ |
خَفِّضْ أَسًى عَمَّا شَآكَ طِلاَبُهُ | مَا كُلُّ شائِمِ بارٍقٍ يُسْقَاهُ |
لا أَدَّعِي لأَِبي الْعَلاَءِ فَضِيلَةً | حَتَّى يُسَلِّمَها إِلَيْهِ عِدَاهُ |
ما المَرْءُ تُخْبَرُ عن حَقِيقَةِ سَرْوِهِ | كالمَرْءِ تَخْبُرُ سَرْوَهُ وتَرَاهُ |
طَمَحَتْ عُيُونُ الكَاشحِينَ فَغَضَّها | شَرَفٌ بَنَاهُ اللهُ حَيْثُ بَنَاهُ |
كَمْ بُكِّتُوا بصَنِيعةٍ من طَوْلِهِ | تُخْزَى وُجُوهُهُمُ بها وتُشَاهُ |
عادَتْ مَكَارِمَهُ اللِّثَامُ ، وجَاهِلْ | بمُبِينِ فَضْلِ الشَّيْءِ مَنْ عَادَاهُ |
مُسْتَظْهِرٌ بِكَتِيبَةٍ يَلْقَى بها | زَحْفَ العِدَى ، وكَتِيبَةٍ تَلْقَاهُ |
صُبِغَت بِتُرْبَةِ أَرْضِهِ رَايَاتُهُ | وقَنَا بمُحْمَرِّ الدِّمَاءِ قَنَاهُ |
أَلْوَى بنَهرِ أَبِي الْخَصِيبِ ، ولم يَكُنْ | يُلْوِي بنَهرِ أَبي الْخَصِيبِ سِوَاهُ |
أَسَدٌ إِذا فَرَسَتْ يَدَاهُ أَخِيذَةً | للمَجْدِ زَاوَلَ مِثْلَها شِبْلاَهُ |
مَنْ كان يَسْأَلُ بي الرِّفَاقَ فإِنَّني | جَارٌ لمَذْحِجَ أَكرَمَتْ مَثْوَاهُ |
حَسْبِي إِذا عَلِقَتْ يَدِي ابْنِيْ صَاعِدٍ | لِلْمَكرُمَاتِ وصَاعِداً وأَخَاهُ |
أَرْضَاهمُ لِلحَقِّ أَغشَلهُمْ بهِ | وأَقَلُّ منْ تَغشَاهُ مَنْ تَرْضَاهُ |
لا عُذْرَ للشَّجَرِ الَّذِي طَابَتْ لَهُ | أَعْرَاقُهُ أَلاَّ يَطِيبَ جَنَاهُ |
قالُوا أَبُو عيسى تَضَمَّنَ أَسْوَ مَا | جَنَتِ الخُطُوبِ عَلَيْكَ ، قُلْتُ : عَسَاهُ |
سَمَّتهُ أُسْرَتُهُ الْعَلاَءَ ، وإِنَّمَا | قَصَدُوا بِذَلِكَ أَنْ تَتِمَّ عُلاَهُ |
كُلُّ الَّذي تَبْغِي الرِّجالُ تُصِيبُهُ | حَتَّى تَبَغَّى أَنْ تُرَى شَرْوَاهُ |
سِيَّانِ بادِىءُ فِعْلِهِ وتَلِيُّهُ | كالْبَحْرِ أَقصَاهُ أَخُو أَدْنَاهُ |
أَحْمَى عَلَيْهِ الفاحِشَاتِ حَيَاؤُهُ | مِنْ أَنْ يَرَاهُ اللهُ حَيْثُ نَهَاهُ |
يُلْغِي الدَّنِيَّةَ أَنْ يَرُوحَ مُؤَثِّراً | بِسَماعِهَا الْمُتَعَبِّدُ الأَوَّاهُ |
لا أَرْتَضِي دُنَيا الشَرِيفِ ودِينَهُ | حَتَّى يُزَيَّنَ دِينُهُ دُنيَاهُ |
ما زالَ مُنقَطِعَ القَرِينِ ، وقد أَرَى | مَنْ لا يَزَالُ مُشَاكِلاً يَلْقَاهُ |
لَيْسَ التَّوَحُّدُ بالسِّيَادَةِ عِنْدَهُمْ | أَن يُوجَدَ الضُّرَبَاءُ والأَشبَاهُ |
ما الطَّرْفُ تَرْجِعُهُ بأَقصَرَ مِنْ مَدَى | أُكْرُومَةٍ طالَتْ إِلَيْهِ خُطَاهُ |
نَحْوِي بسُؤْدُدِهِ الحُظُوظَ ، فَتَارَةً | جُودٌ يَطُوعُ لَنَا ، وطَوْراً جَاهُ |
كالْغَيْثِ ما يَنْفَكُّ يَعْتَقِدُ الثَّرَى | خَلْفٌ لمُعْظَمِ مُزْنِهِ وتُجَاهُ |