محمد ما آمالنا بكواذب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مُحَمّدُ! مَا آمَالُنَا بكَوَاذِبِ | لَدَيْكَ، وَلا أيامنا بشواحب |
دَعَوْنَاكَ مَدْعُوّاً إلى كُلّ نَوْبَةٍ، | مُجيباً إلى تَوْهينِ كيد النّوَائبِ |
بعَزْمِ عُمُومٍ مِنْ مَصَابيحِ أشعَرٍ، | وَحَزْمٍ خُؤولٍ مِنْ لُؤيّ بنِ غالِبِ |
لَغِبتَ مَغيبَ البَدرِ عنّا، وَمَن يَبِتْ | بلا قَمَرٍ يَذْمُمْ سَوَادَ الغَياهِبِ |
فكَم من حَنينٍ لي إلى الشّرْقِ مُصْعَدٍ، | وَإنْ كانَ أحْبابي بأرْضِ المَغارِبِ |
وَما التَقَتِ الأحشاءُ، يَوْمَ صَبَابةٍ، | على بَرَجاءٍ مِثْلِ بُعدِ الأقارِبِ |
ولا سُكبَتْ بِيضُ الدّموعِ وَحُمرُها | بحَقٍّ، على مِثلِ الغيوثِ السّوَاكِبِ |
رَحَلْتَ فلَمْ آنَسْ بمَشْهَدِ شاهدٍ، | وَأُبْتَ فلَم احفِلْ بغَيْبَةِ غائِبِ |
قَدِمْتَ فأقدَمتَ النّدى يحملُ الرّضَا | إلى كلّ غضْبانٍ، على الدّهرِ، عاتِبِ |
وَجِئْتَ، كَما جَاءَ الرّبيعُ، محَرِّكاً | يَدَيْكَ بِأخْلاقٍ تَفي بالسّحائِبِ |
فعَادَتْ بكَ الأيّامُ زُهراً كأنّما | جَلا الدّهرُ منها عن خُدودِ الكَوَاعبِ |
أبَا جَعفَرٍ! ما رَفْدُ رِفْدٍ بمُسْلِمي | إلى مَذهَبٍ عَنكُمْ، وَلا سَيبُ سائبِ |
فمَن شاءَ فَليَبخُلْ، وَمن شاءَ فليَجُد، | كَفاني نَداكمْ من جَميعِ المَطالبِ |
وَمَا أنسَ لا أنسَ اجتِذابَكَ همّتي | إلَيكَ، وَتَرْتيبي أخَصَّ المَرَاتِبِ |
صَفِيُّكَ مِنْ أهل القَوَافي بزَعمِهمْ، | وَأنتَ صَفيّي دونَ أهلِ المَوَاهبِ |
حَلَفْنَاهُ حِلْفاً بَيْنَنَا، فتَجَدّدَتْ | مَناسبُ أُخرَى بَعدَ تلكَ المَناسِبِ |
فيَا خَيرَ مَصْحوبٍ، إذا أنَا لمْ أقُلْ | بشُكْرِكَ، فاعلَمْ أنّني شرُّ صَاحبِ |
بمنظومة نظم اللآلى يخالها | عليك سراة القوم عقد كواكب |