نهيتكم عن صالح فأبى بكم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَهَيْتُكُمُ عن صالحٍ، فأبَى بِكُمْ | لَجاجُكُمُ إلاّ اغْتِرَاراً بِصَالِحِ |
وَحَذّرْتُكُمْ أنْ تَرْكَبُوا الَغيَ سادراً | فَيَطرَحَكُمْ في مُوبِقاتِ المَطارِحِ |
وَماذا نَقَمْتُمْ مِنْهُ، لَوْلا اعتِسَافُكمْ | وَتَلْجيجُكُمْ في مُظْلِمِ اللُّجّ طافحِ |
نَصِيحُ أمِيرِ المؤمِنِينَ وَسَيْفُهُ، | وَمَا مُضْمِرٌ غِشّاً كآخَرَ ناصِحِ |
تُؤيّدُ رُكْنَيْهِ المَوالي، وَيَعْتَزِي | إلى مَذهَبٍ، عندَ الخَليفَةِ، واضِحِ |
تَكَشّفَ عَنْ أسْرَارِهِ وَغُيُوبِهِ | تَكَشُّفَ نَجمٍ، في الدُّجُنّةِ، لائِحِ |
وَكَانَتْ لَهُمْ مَندوحَةٌ عَنْ عِنَادِهِ، | لَوَ أنّكُمُ اختَرْتُمْ عَفيَّ المَنادِحِ |
فَقَدْ ظَهَرَتْ أمْوَالُكُمْ، بَعْدَ سَترِهَا، | وَبَعْدَ تَخَفِّيها، ظُهُورَ الفَضَائِحِ |
ذَخَائِرُ ذِيدَ الحَقُّ عَنها، وأُرتجَتْ | عَلَيْهَا مَغَاليقُ الصّدُورِ الشّحائِحِ |
بدَفْعٍ عَنِ الحَاجَاتِ، حتّى كأنّما | سُئِلْتُمْ أناسِيَّ الحِداقِ اللّوامحِ |
وَبُعْدٍ عَنِ المَعرُوفِ حتّى كأنّكمْ | تَرَوْنَ بهِ سُقْمَ النّفُوسِ الصَّحَائِحِ |
ومَنْ غَابَ عَنْ يَوْمِ المَوالي وَيَوْمِكُمْ | فقد غَابَ عَنْ يَوْمٍ عَظِيمِ الجَوائِحِ |
غَدا، وَغَدَوْتُمْ، والسُّرَادِقُ مَوْعدٌ | لِخَصْمَينِ: ثَبتٍ عَن قَليلٍ، وطائحِ |
فَمَا قَامَ للمِرّيخِ شخص عُطارِدٍ، | ولاَ قُمْتُمُ للقَوْمِ عِنْدَ التّكافُحِ |
وَلَمّا التَقَتْ أقْلاَمُكُمْ وَسُيُوفُهُمْ، | أبَدّتْ بُغاثَ الطّيْرِ زُرْقُ الجَوَارِحِ |
فَلاَ غَرّني مِن بَعْدِكمْ عزُّ كاتبٍ، | إذا هُوَ لمْ يأخُذْ بحُجْرَةِ رَامِحِ |
أبَا الفَضْلِ لا تَعدَمْ عُلُوّاً متى اعتَدى | لسانُ عَدُوٍّ أوْ صَغَا قْلبُ كاشِحِ |
تَقَطّعَتِ الأسبابُ بالقَوْمِ، وانتَهُوا | إلى حَدَثٍ، مِنْ نَبوَةِ الدّهرِ، فادحِ |
فَلَمْ تبقَ إلاّ سَطْوَةٌ مِنْ مُطالِبٍ | بأضْغَانِهِ، أوْ نِعْمَةٌ مِنْ مُسَامِحِ |
وَمَنْ نَسِيَ البُقْيَا، فَلَستُ لفَضْلِهَا | بِناسٍ، وَلاَ مِنْ مُرْتَجِيها بِنَازِحِ |
إذا أنْتَ لم تَضرِبْ عَن الحِقد لم تَفُزْ | بذِكْرٍ، وَلَمْ تَسْعَدْ بتَقْرِيظِ مادِحِ |
وَلَنْ يُرْتَجَى في مالكٍ، غَيرِ مُسجِحٍ، | فَلاحٌ، ولا في قادِرٍ غيرِ صَافِحِ |