لامت ملامة مشفق متعتب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لامت ملامة مشفق متعتب، | وسطت سطية ناصح لم يكذب |
واستشفعت بدموعها، ودموعها | لسن متى تصف الكآبة تسهب |
ولحزنها بصميم قلبي موقع | ذاك على جمر الغضا المتلهب |
غيداء عاجلها الزمان بنكثه | وبريبه المتصرف المتقلب |
فابتزها حسن الغراء، وصادفت منها الخطوب غريرة لم تنكب | |
قالت: أراك بـ سر من را ثاويا | في مرتع جشب وعيش منصب |
في حيث لا يلفي الشريف مناسباً | يحنو عليه برأفة وتحدب |
فاعمد لظل من نزار فإنهم | أهل اللهى، أو جانب من يعرب |
وانهض لأية بلدة حلوا بها | في الأرض إن قربت وإن لم تقرب |
فهنالك الحسب الصميم، وحيث لا | يغريك من نسب قريب المطلب |
قلت: اربعي في سر من را سيد | كرمت ضرائبه عظيم المنصب |
بحر متى تقف الظلماء بمورد | منه يطب لهم جداه ويعذب |
خضر بن أحمد طود عز شامخ | راس دعائمه، أمين المنكب |
كهف إذا استذرى العفاة بظله | لجأوا إلى كنف رحيب مخصب |
إن تمس عبد القيس عني قد نأت | والأزد بين تشتت وتشعب |
فقد اعتصمت بموائل من وائل، | وغلبت أحداث الزمان بـ تغلب |
بابن المورث من ربيعة مجدها | وابن المؤثل كل عز أغلب |
كم من أب لك ذي مناقب جمة | حام، وجد ذي مكارم منجب |
وعلا تقاصرت المساعي دونه | فسمت بذكركم سمو الكوكب |
وإذا الكماة تكافحت في معرك | وتنازعت كأس الردى من مشرب |
فلكم مواقف في الوغى مشهورة | بوارثة عن كل ليث محرب |
يا خضر أمن مسود في سادة | من كل محتضر الرواق محجب |
قد سدت في حال الحداثة يافعاً | ولبست أبهة الجليل الأشيب |
وأرتك أعقاب الأمور روية | من حازم ماضي العزيم مجرب |
فلأنت أرهف حين تدهم خطة | من مرهف شهرته كفك مقضب |
ولأنت أنفح بالنوافل والندى | من واكف مسحنفر متصبب |
ولأنت أمنع من كليب جانباً | للمستجير المرهق المترقب |
وكأن وجهك حين تسأل مشرب | من حسنه ماء الحسام المذهب |
خذها إليك وسيلة من راغب | متقرب، متوصل، متسبب |
جاءتك في طيب التحية تجتنى | من منبت أنق وروض معشب |
أوفى بها كالعقد فصل نظمه | بالدر إلا أنه لم يثقب |
هذا وليك مستجيراً عائذاً | بذراك من زمن حديد المخلب |
قد شام برقا من نداك أحبه | إذ كان برق يديك ليس بخلب |