ما تقضى لبانة عند لبنى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما تُقَضّى لُبَانَةٌ عِنْدَ لُبْنَى، | والمُعَنّى بالغَانِيَاتِ مُعَنّى |
هَجَرَتْنا يَقظَى، وكادتْ، على عا | دَاتِهَا في الصّدودِ، تهجرُ وَسنَى |
بَعدَ لأيٍ، وَقَد تَعَرّضَ مِنْهَا | طائفٌ طافَ بي على الرّكبِ وَهْنَا |
تَتَثَنّى حاجاتُ نَفْسي اتّباعاً | لقَضِيبٍ، في بُرْدِهَا، يَتَثَنّى |
قَدْكِ منّي، فما جوَى السّقمِ إلاّ | في ضُلوعٍ على جَوَى الحبّ تُحنى |
لَوْ رَأتْ حادِثَ الخِضَابِ لأنّتْ، | وأرَنّتْ مِنِ احْمِرَارِ اليُرَنّا |
خِلْتُ جَهْلاً أنّ الشّبَابَ، على طو | لِ اللّيَالِي، ذخيرَةٌ ليسَ تَفنَى |
وأرَى الدّهْرَ مُدْنِياً ما تَنَاءَى | لِضِرَارٍ، وَمُبْعِداً ما تَدَنّى |
كَلَفُ البِيضِ بالمُغَمِّرِ قَدْراً، | حينَ يَكْلَفْنَ، والمُصَغِّرِ سِنّا |
يَتَشَاعَفْنَ بالغَرِيرِ المُسَمّى | من فَتَاءٍ، دونَ الجَليلِ، المكنّى |
مُغْرَمٌ بالمُدامِ، أُتْرِعُ كاساً | ساطِعاً ضَوْءُها، وأَنْزِفُ دَنّا |
حَيثُ لا أرْهَبُ الزّمَانَ وَلاَ أُلـْ | ـقي إلى العاذِلِ المُكَثِّرِ أُذْنَا |
يَزْعُمُ البِرَّ في التّشَدّدِ والأسْـ | ـمَحُ أَحْجَى لأَِنْ يُبَرّ وَيُدْنَى |
يَخْتَشِي زَلّةَ الخِطَارِ، وأرْجُو | عَوْدَةً مِنْ عوَائِدِ الله تُمْنَى |
لمْ تَلُمْني أنّي سَمَحتُ، ولكنْ | لُمْتَ أنّي أحْسَنْتُ بالله ظَنّا |
إنْ تُعَنِّفْ عَلى السَّمْاحِ فَلاَ تَعْـ | ـدُ عَلِيّاً مُسَيَّراً، أوْ مُبِنّا |
هُوَ أجْنَى بِمَا يُنَوَّلُ مِنْ أنْ | يَتعَدّى لاحِيهِ، أوْ يَتَجَنّى |
يَهَبُ النّائِلَ المُثَنّى وَلاَ يَسْـ | ـتأنِفُ الكَيدَ في العدوّ المُثَنّى |
عَمَّ مَعْرُوفُهُ فألْحَقَ فِينَا | بعُمومِ المَعْرُوفِ مَنْ لَيسَ مِنّا |
عَبّدَتْهُ الحُقُوقُ والحُرُّ مَنْ أصْـ | ـبَحَ عَبداً في طاعَةِ الجُودِ قِنّا |
وَتأبّى مِنْ أنْ يُقَالَ كَرِيمٌ | لِسوَاهُ، إلاّ شَحَاحاً وَضِنّا |
عَزَماتٌ، إذا قَسَطْنَ على الدّهـ | ـرِ رَآهُ، أوْ عَدّهُ، الدّهْرُ قِرْنَا |
يَتَأنّى بُغَى التّعَجّلِ، والأعْـ | ـجَلُ في بَعْضِ شأْنِهِ مَنْ تَأنّى |
مُدْرِكٌ بالظّنُونِ ما طَلَبُوهُ | بِفُنُونِ الأخْبَارِ فَنّاً، فَفَنّا |
لا تُرِدْ عِنْدَ مَنْ تَخَيّرَ رأياً، | واطْلُبِ الرّأيَ عندَ مَنْ يَتَظَنّى |
وَدّ قَوْمٌ لَوْ ساجَلُوهُ، وَلَوْ سُو | جِلَ قَدْ خَابَ جاهِلٌ، وَتَعَنّى |
مِن تَمَنّي الحصِيفِ، عندَ التَمَنّي، | أنْ يكونَ الخِيَارُ فيمَا تَمَنّى |
رَدّ ملْكَ العِرَاقِ عَفْوَاً إلَيْهَا، | فَرَسَا في رِبَاعِهَا، واطْمَأنّا |
كم مُعَزًّى عَنهُ، وَقد سارَ عنها، | عَادَ في عَوْدِهِ إلَيْهِ مُهَنّا |
يُرْذَلُ البَحرُ في بُحُورِ بَني الفَـ | ـيّاضِ إذْ جِشْنَ بالنّوَالِ، ففِضْنَا |
وَاسِطُوا سُؤدَدٍ، فلَيسَ يُنَادَوْ | نَ إلى المَجْدِ مِنْ هُنَاكَ وَهُنّا |
نَزَلْوا رَبْوَةَ العِرَاقِ ارْتِيَاداً، | أيُّ أرْضٍ أشَفُّ ذِكْراً، وأسنَى |
بَينَ دَيْرِ العَاقُولِ مُرْتَبَعٌ يُشْـ | ـرِفُ مُحْتَلُّهُ إلى دَيْرِ قُنَّى |
حَيثُ باتَ الزّيتونُ من فَوْقِهِ النّخْـ | ـلُ، عَلَيهِ وُرْقُ الحَمامِ تَغَنّى |
ما المَساعي، إلاّ المَكَارِمُ تُرْتَا | دُ، وإلاّ مَصَانِعُ المَجدِ تُبْنَى |
والكَرِيمُ النّامي لأصْلٍ كَرِيمٍ | حَسنٌ في العُيُونِ، يَزْدادُ حُسْنا |