ما يقعد الإنسان عن إنجاز أهدافه - حسين عبد الرازق
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
التكلُّف(١) و التكثُّر و المراء و تعقيد الحياة(٢) و الانغماس في المُباحات، هذه الخصال من أعظم ما يتعطَّل به شخصٌ عن إنجاز مطالبه العالية، وهي شبكةُ العنكبوت التي من وقع فيها صار محبوسا مُقيّدا أسيرا لأهوائه وهي أخفى من (المعاصي المعروف كونها معاصي) وبقدْر تخلُّصه منها بقدر ما يتمحّض قصدُه ويُحفَظ عمرُه وجهده وفكرُه في طريق إنجاز مطالبه العالية
*******
(١) التَّكَلُّفُ: إظهارٌ وادعاءٌ وتجمُّل وتزيُّن ومادَّةُ التَّفَعُّلِ تَدُلُّ عَلى مُعالَجَةِ ما لَيْسَ بِسَهْلٍ، فالمُتَكَلِّفُ هو الَّذِي يَتَطَلَّبُ ما لَيْسَ لَهُ أوْ يَدَّعِي عِلْمَ ما لا يَعْلَمُهُ يَطْلُبُ مِن تَكَلُّفِهِ نَفْعًا وهو من أعظم ما تضيع به الأعمار..
(٢) (تعقيد الحياة): مَن عقّد حياتَه: كيف يُنجز ما يريد؟!
مِن أعظم ما يُقعِد الإنسان عن السعي وإنجاز أهدافه:
أن يفتح على نفسه أبوابا تستنزف وقتَه وجُهدَه وتفكيره وصحته:
-كماليّات في البيت تجعله يستدين ويعيش ليُسدد.
-صداقات وعلاقات كثيرة وزيارات ومكالمات.
-قنوات وأخبار وحوادث لا تخصه فيعيش معها ويُتابعها.
-دخول في جدال ومناقشات ثمرتُها نادرة وتصيبُه بالضغط والعكننة وسواد في القلب والغِل.
-مقارنات لحاله بحال غيره في الأكل واللبس والسكن والأولاد تفتح عليه أبواب الحسد وشُح النفس .
-الاهتمام بتحسين صورته في أعيُن الناس فيتكلّف ويتجمّل لهم ويداري..
ويُداهِن..
ويهتم: كيف ينظرون إلي، هل أعجبتهم؟
بابٌ واحد من هذه الأمور كفيلٌ باستنزاف أضعافِ أضعافِ عمرك وجُهدك: فكيف بمن فتحَها جميعا على نفسِه؟
أيمكن أن يجد عقلا أو قلبًا أو وقتا أو جسدًا يسعى به في طريق ما يريد من أهداف.؟ .!
بل يعيش عمرَه كله يُسدد تلك الفواتير التي أدخل نفسه فيها طوعًا..يبقى مُشتَّتا حائرا مُضطربًا مُشوّشًَا تايِه دايخ
وهو من ظلم نفسه..
هو الظالمُ والمظلوم..
الحل في جملتَين:
١- اجمع همّك وعزمك وقوتك وادّخرْها في طريق هدفك.
٢- قانون: ما قلّ وكفى خيرٌ مما كثُر وألهَى قلّل دائرة اهتماماتك وعلاقتك ووسائل التواصل وبسَّط حياتك.
(مسكنك، لبسك، طعامك، شرابك، شأنك كله)، وأغلِق كل باب يحرق جُهدك ووقتك وأعصابك وأموالَك وفكرَك..
إذا استغنيتَ عن شيء فدَعْه...
ومَن فرّط في شيء من ذلك فواللهِ مهما توفّرتْ له إمكانيات وأدوات فلن يُنجز شيئا مما يطلب..
فقبل أن تفكّر في الخُطط والبرامج والوسائل:اكتسح تلك العقبات واقطع تلك الشواغل..
لتكون سالما صافيا..
{ٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱ وَزِینَةࣱ وَتَفَاخُرُۢ بَیۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرࣱ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰلِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِۖ كَمَثَلِ غَیۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرࣰّا ثُمَّ یَكُونُ حُطَـٰمࣰاۖ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابࣱ شَدِیدࣱ وَمَغۡفِرَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنࣱۚ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ}.