يأبى الخلي بكاء المنزل الخالي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَأْبى الخَلِيُّ بُكَاءَ المَنْزِلِ الخَالي | والنَّوْحَ في أَرسُمٍ أَقْوَتْ وَأَطْلاَلِ |
وذُو الصَّبَابَةِ ما يَنْفَكُّ يُنْصِبُهُ | وَجْداً تأَيُّدُ آيالدِّمنَةِ البَالِي |
كَمْ قَدْ صَمِمْتُ ،وأَذْنِي جِدُّ سامعةٍ | عَنْ عَاذِلاَتيَ في لَيْلى وعُذَّالِي |
رَدَّتْ عَلَيَّ أَحَادِيثُ الصِّبا حُرَقاً | وقَدْ تَقَدَّمَ دَهْرٌ دُونهُ خَالِ |
وَمَا تَوَهَّمْتُني أُعْطِي الزَّمَانَ رِضاً | بِأَنْ يَطُولَ بِذَاكَ العَهْدِ إِخْلاَلي |
بانَ الشَّبَابُ فَلا عَيْنٌ ولا أَثَرٌ | إِلاَّ بَقيَّةَ بُرْدٍ مِنْهُ أَسْمَال |
قد كِدْتُ أُخْرِجُهُ عَنْ مُنْتَهَى عَدَدِي | يَأْساً ،وأُسْقِطُهُ ،إِذْ فَاتَ، مِن بَالِي |
أَسْوَا العَوَاقِبِ يَاْسٌ قَبْلَهٌ أَمَلٌ | وأَعْضَلُ الدَّاءِ نُكْسٌ بَعْدَ إِبْلاَلِ |
والمَرْءُ طاعَةُ أَيَّامٍ تُنَقِّلُهُ | تَنَقُّلَ الظِّلِّ مِنْ حَالٍ إِلى حَالِ |
ومِنْ غَرائبِ ما تَأْتِي الخُطُوبُ بهِ | في أَوَّلٍ مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ أَوْ تَالِ |
أَحْدُثَةٌ عَجَبٌ أَنْبِيكَ عن خَبَري | فِيها وَعَنْ خَبَرِ الشَّاهِ بْنِ مِيكَالِ |
فرَرْتُ مِنْهُ حَيَاءً مِنْ قُصُورِيَ عَنْ | جَزَاءِ ما زَادَ في جَاهِي وفي مَالِي |
لِمْ لَمْ أُعَوضْهُ شُكْرأً عنْ تَطَوُّلِهِ | إِذ لَمْ أُكَايِلْهُ إِفْضَالاً بإِفْضَالِ |
وَفي القوَافي إِذا سَيَّرْتُها عِوَضُ | لأَِجْوَدِينَ ،وتَنْكِيلُ لِبُخَّالِ |
كَالنَّوْرِ أَوْقَدَهُ طَلُّ الرَّبيعِ ضُحًى | في عاطِلٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ أَوْ حَالِ |
لَمْ تَغْلُ وَهي غَدَاةَ البَيْعِ مُثْمِنَةٌ | إِنَّ الرَّخِيصَ الَّذي يُلْغَى هُوَ الغَالِي |
ومَا أَبُو غَانِمٍ عَمَّا تِهِيبُ بِهِ | إِليهِ بالمُقْتَضِي سَعْياً ولا الآلِي |
عَلَيْهِ سيمَا مِنَ العلْياءِ بانَ بِها | مِنْ غَافِلِينَ عَن العَلْيَاءِ أَغْفَالِ |
سَأَلْتُ عن أَصْدِقاءِ الصَّدْقِ مُؤْتِنِفاً | وَقَدْ تَرى عَدَمي مِنْهُمْ وإِقْلاَلي |
أَشِيمُ مِنْهُمْ بُرُوقَ الخُلَّبَاتِ فَهَلْ | شَخْصٌ يُخَبِّرُنَا عَنْ بارق ِالخَالِ |
والنَّاسُ كالشَّجَرِ البَادِي تَفَاوُتُهُ، | وَقَدْ تَرَى بُعْدَ بَيْن النَّبْعِ والضَّالِ |
تَصَرَّمَ الخَيْرأَمْ زَالَتْ بَشاشَتُهُ ، | أَمِ اضْمَحَلَّتْ لَيَالِيهِ مع الآلِ |
لَوْلاَ خِلاَلٌ مِنَ الشَّاهِ اسْتَبَدَّ بِهَا | لأَصْبحَ الجُودُ فينَا كاسِف البَالِ |
إِذا اسْتَقَلَّتْهُ جُرْدُ الخَيْلِ أَقْدَامَهَا | سَبْطاً يُفوتُ سِنانَ الصَّعْدةِ العَالِي |
وإِنْ مَشَى في فُصُولِ الدِّرعِ قَلَّصَهَا | مُبَجَّلُ بَيْنَ تَشْمِيرٍ وإِسْبالِ |
غَمْرٌ كَفَانِي ،وَلَمْ أَخْطُبْ كِفَايَتَهُ | نَصَّ المَطِيِّ عَلَى أَيْنٍ وإِعْمَالِ |
آمَنَني غَوْلَ أَوْجَالي،وجَوزَ بي | في كلِّ مُطَّلَبٍ غَاياتِ آمَالي |
وقد عَهِدْتُ اللَّيالي وَهْيَ جاهِدَةٌ | تَسْعَى عَلَىَّ ،فَعَادَتْ وهْيَ تَسْعَى لِي |