نصيب عينيك من سح وتسجام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نَصِيبُ عَيْنَيْكَ مِنْ سَحٍّ وتَسْجَامِ | وَحَظُّ قَلْبِكَ مِنْ بَثٍّ وتَهْيَامِ |
أَشْجَى وَأْرْمَى بِوْجْدٍ مُنْصِبٍ وهَوًى | مُبْرِّحِ الخَبْلِ في شَاجِي وفِي رَاِمي |
جَارِيَتَا رَبْرَبٍ حُوٍّ مَحَاجِرُهُ ، | وَظَبْيَتَا عُقُلٍ عُفْرٍ وآرَامِ |
مِنْ بَاعِثَاتِ هَوٍى تَجْرِي مَزَاهِرُهَا | عَلَى المُدَامِ ولا تَجْرِي عَلى الذَّامِ |
مَصْبٌوبَتَانِ إِلى سُخْطِي ومَعْتَبَتي | وصَبَّتانِ بِتَكْلِيفِي وإِغْرَامِي |
أَلِلشَّبِيبَةِ لمَّا كانَ آخِرُها | خَاْفِي ، وللشَّيْبِ لمَّا كَانَ قُدّامي |
هَلِ الشَّبَابُ مُلِمٌّ بِي فَرَاجِعَةٌ | اَيَّامُهُ لِيَ في أَعْقَابِ أَيَّامِي ؟ |
لَوْ أَنَّهُ نَائِلٌ غَمْرٌ يُجادُ بهِ | لَقَدْ تَطَلَّبْتُهُ عِنْدَ ابْنِ بِسْطَامِ |
كافِي كُلَّ نَآدٍ لا اَقومُ لَهَا | إِلاَّ بِعَارِفَةٍ مِنْهُ وإِنْعَامِ |
وناصِرٌ ثَرْوَتي حَتَّى يُقلِّبَها | أْخْرَى اللَّيالي عَلَى عُسْرِي وإِعْدِامِي |
جَرَى الْعِراقُ بسَجْلٍ مِنْ سَحَائبهِ | كُنا نُؤَمِّلُ أَنْ نُسْقاهُ بالشَّامِ |
مُسْتَصْحِباً قَصَباً مِنْهُ قَناً سُلُبٌ | صُمُّ الكُعُوبِ ، ومِنهُ جَوْفُ أَقْلاَمِ |
زَعِيمُ حِزبَيْنِ مِن كُتَّابِ أَنْدِيَةٍ | ومِنْ فَوَارِسِ إِسْراجٍ وإِلجَامِ |
مِنْ هَؤُلاَءِ لَهُ حَزْمٌ وتَجْرِبَةٌ ، | وَهَؤُلاءِ شَذَا كَرٍّ وإِقدَامِ |
لَمْ يُبْقِ خُلْداً غَدَاةَ المَخْلَدِيَّةِ إِذْ | يَشْفِي حَزَازَتِ أَوْتَارٍ وأَوْغَامِ |
فِي طَخْيَةٍ مِنْ سَوَادِ الْحَرْبِ مُظْلِمَةٍ | تَهْمِي سَمَاوَتُها ضَرْباً عَلَى الْهامِ |
صَمْصَامَةُ الرَّأْي ، صَمْصَامُ الجَنَانِ ثَنَى | تِلْكَ الصُّفوفَ بِماضِي الحَدِّ صَمْصَامِ |
وَإِنْ تأَخَّرَ ما رُمْنَا تَقَدُّمَهُ | فَعَنْ حُظوظٍ أَزَلَّتْنا وأَقسَامِ |
إِذا الرِّجالُ تَعَالَوا بَيْعَ مَكْرُمَةٍ | أَرْبَى عَلَى مُشْتَرٍ مِنْهُمْ ومُسْتَامْ |
أَو عَدَّدُوا صَالِحَ الأَيَّامِ كاثَرَ | أُحْدَانَ الْفُذُوذِ الَّتِي عَدُّوا بأَتْوَامِ |
كَأَنَّهُ مُسْتَمِدٌّ مِنْ كُنُوزِ عُلاً | لِمَعْشَرٍ أَو مُبَاحٌ مَجْدَ أَقوَامِ |
تَرْقَى رِيَاشُ جَنَاحَيْهِ إِذا نهَضَتْ | بهِ قَوَادِمُ أَخوَالٍ وأَعْمَامِ |
كأَنَّما أَنجُمُ الأُفُقَيْنِ تَرْفدُهُ | مِنْ مُسْتَقِيلٍّ بهِ في الفَخرِ أَو سَامِ |
أَسْقَى الْغَمَامُ عَلَى الجِسْرَيْنِ مَنزِلَهُ | لِوَاضِحٍ في ضِياءِ البِشْرِ بَسّامِ |
جارٌ لِدِجْلة يَجْرِي مِنْ نَدَى يَدِهِ | تَيَّارُ بَحْرٍ عَلَى تَيَّارِهَا طامِ |
لم يَصْطَحِبْ في طَرِيقٍ والْبَخَيلُ ، ولم | يُولَدُ وجِبْسٌ من الأَقَوامِ في عَامِ |
مَوَارِدٌ مِنْ نداهُ غيْرُ وانِيَةٍ | في الغُزْرِ تُلْحِقُ أَصْرَاماً بأَصْرَامِ |
تَصْفُو خبطَتْها كلُّ طارِقَةٍ | وتَغتَدِي جَمَّةً من غَيْرِ إِجْمَامِ |
مَا لِي أَرَى الْقَوْم لا يَخْشَوْنَ عادِيَتِي | وقَدْ أَشَادَ بِها صُبْحِي وإِظْلاَمِي |
يَتْلُو عُقُوقِي عُقُوقٌ الْوَالِدَيْنِ وإِنْ | عَزَّا ، ويُكْرِمُ عِرْضَ الحُرِّ إِكْرَامِي |
أَمّا العُدَاةُ فَقَدْ آلُوا إِلى صُغُرٍ | وَهُمْ طَرَائِدُ تَسْيِيرِي وإِحْكَامِي |
في كُلِّ جَوٍّ سَنَا نارٍ تُرَى عَجَباً | أَو مِشْقَصٌ فِي رَمِيٍّ مِنْهُمُ دامِ |
وَلَوْ هُدُوا لِصَوَابِ الرَّأْيِ أَقْنَعَهم | مِنْ وَابلي فِي غَدَاةِ الشَّرِّ إِرْهَامِي |
لا تَخْلُوَنَّ أَبَا العبَّاسِ مِنْ نِعَمٍ | مَوْصُولَةٍ أَبَدَ الدُّنْيَا وإِنْعَامِ |
تَشَاهَرَ النَّاسُ إِغْذَاذِي إِلَيْكَ ومَنْ | أَلْفَيْتُهُ مِنْ ذَوِي وُدِّي وأَرْحَامِي |
وَإِنْ هَزَزْتُك لِلْجَدْوَى فَقَبْلُ رَأَي | هَزَّ الحُسَامِ كَمِيُّ الفَيْلَقِ الحَامِي |