برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي | وعليكمُ دون الأنامِ مَعاجي |
ومتى ادَّلجتُ إلى زيارة ِ أرضكمْ | حَذرَ الوشاة ِ فحبَّذا إدْلاجي |
كمْ فيكمُ لَمَنِ الهوى من شأنِهِ | من مَبْسَمٍ رَتِلٍ وطَرْفٍ ساجِ |
ومُحَكَّمٍ في الحسنِ يُكرَعُ عندَهُ | كأسُ الهوى صِرفاً بغيرمزاجِ |
ماذا على مَن ضنَّ دهرًا بالنَّدى | لوكان يوماً ضَنَّ "بالأحداجِ" |
"ويسوؤني " وهو الذي في كفِّهِ | ما شئتُ من جَذَلي ومن إبهاجي |
ويذودني وبيَ الصدى عن عَذْبِهِ | |
وَصْلٌ كعشواءِ الظّلامِ تردّداً | وقطيعة ٌ تَجري على مِنهاجِ |
ياقاتلَ اللهُ اللواتي باللَّوى | أوْرَطْنَنا حُبًّا وهنَّ نواجِ |
"مازلن" بالرّجل الصحيحِ من الهوى | حتى تعايا فيه كلُّ علاجِ |
ياصاحبيَّ تنظّرا بأخيكما | أنْ تَسْتثيرا العيسَ بالأحداجِ |
حتّى التَوَتْ هامُ الكواكبٍ مُيَّلاً | والفجرُ في عَقِبِ الدّجى كسراجِ |
"وأبي" الظّعائِنِ يومَ رُحْنَ عشيّة ً | والبينُ شاهدُنا بغيرِ خِلاجِ |
لقدِ احتوَيْنَ على قلوبِ معاشرٍ | خفّتْ كما خفّ القطينُ الناجي |
ودّعننا من غيرِ علمٍ بالذي | أَودَعْنَنا من جاحِمٍ وهّاجِ |
في قعرهِ بَدَلاً منَ الأمواجِ | في لُبّهِ أو مُعولٍ " بِنشاجِ" |
يَذري دماً من عينِهِ فكأنَّه | يبكي أحِبّتَهُ من الأوداجِ |
وأنا الذي استوطنتُ ذِرْوَة َ هاشمٍ | وحَلَلْتُ من عدنانَ في الأَثباجِ |
الضَّاربين الهامَ في يومِ الوغَى | والقائلين الفصْلَ يومَ حِجاجِ |
والزّاحمين ترفُّعاً وتنزُّهاً | للطالعات دُجًى عنِ الأبراجِ |
والساحبين إلى ديار عدوّهمْ | أذيالَ كلِّ "مُعَضَّلٍ" رَجْراجِ |
كالبحرِ تلتمعُ الأسنَّة ُ والظُّبا | فب قعرهِ بَدَلاً من الأمواجِ |
يحوي رجالاً لا يبالون الرّدى | إلا ردًى في غيرِ يومِ هِياجِ |
نَبذوا الحياة َ وأمْرَجوا أرواحَهمْ | بينَ المنايا أيَّما إمراجِ |
وأتَوْا على صَهَواتِ جُرْدٍ ضُمَّرٍ | ملأَى منَ الإلجامِ والإسراجِ |
فأتتْ كما شاءَ الشُّجاعُ خفائفاً | مثلَ القِداحِ تُجيلهُنَّ لحاجُ |
قومٌ دفاعُهُمُ النجاة ُ لخائفٍ | وندى أكفّهمُ اليَسارُ لراجِ |
لا يغضبون إذا الرّجالُ تغاضبتْ | إلا العقائلَ من عظيم التاجِ |
وإذا الوجوه تكالحتْ حذر الردى | فوجوهُهمْ أقمارُ كلِّ عَجاجِ |
ومتى شَبيهَهُمُ طلبتَ وجدتَهمْ | ضَربوا على أحسابِهمْ برِتاجِ |
ولقد طلبتُ على العظيمة ِ مُسْعِداً | فرجعتُ منقلباً على أدراجي |
ووجدتُ أطمارَ الحفائظ بَيْننا | في كلِّ شارقة ٍ إلى إنهاجِ |
زمنٌ عقيمُ الأمَّهاتِ منَ الحِجا | فإذا حَمَلْنَ وضعنَهُ لخِداجِ |
كم حاملٍ فيه لِعِبْءِ فهاهَة ٍ | "متعثّرِ" بلسانهِ لَجْلاجِ |
غِرٌّ تجرُّ النائباتُ لسانَهُ | فإذا اطمأنَّ فدائِمُ التّشحاجِ |
كَلِفٌ ببيضِ الأُزْرِ لكن قد غدا | متقنعاً فينا بعِرٍَ داجِ |
وتراهُ يرضى "خِفّة َ" من سُؤْدَدٍ | إنْ باتَ يومًا موقَرَ الأعفاجِ |
قد قلتُ للباغي المروءَة َ عندهم | يرمي القليبَ بغيرذاتِ عِناجِ |
ماذا تُكلِّفُ ذاتَ بطنٍ حائلٍ | جدّاءَ من درٍّ لها ونِتاجِ؟ |
وتريدُ أن تحظى بجمّاتِ الغنى | من معدنِ الإقتارِ"والإنفاجِ" |
ومن الغباوة ِ أن يظنّ مؤمّلٌ | جُرَعَ"الإساغَة ِ" من مَغَصٍّ شاجِ |