مَنْ لداعٍ لا يجابُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَنْ لداعٍ لا يجابُ | ة شفاءٍ لا يُصابُ |
ومُعَنَّى مالهُ عِنْـ | ـدَكمُ إلاّ العذابُ |
في الحَشا منه ندوبٌ | وزفيرٌ والتِهَابُ |
ولقد قلتُ وللمشـ | ـغوفِ في الأمر ارتيابُ |
زالت الأرواح أم زا | لتْ حُدوجٌ وقِبابُ؟ |
يا حليف الهجر هلْ للْـ | ـحبلِ موضولاً إيابُ؟ |
كنتَ لي أرْياً عِنْـ | ـديَ مذ فارقتَ صابُ |
كيف أُروى والبعيدا | تُ ثناياك العِذابُ |
إنَّ في الأظعانِ قومًا | أحضروا الشَّوقَ وغابوا |
وإذا عاتبتَ منهم | ـضَتْ منَ الجوِّ عُقابُ |
كلّ يومٍ لك بينٌ | لم يَصِحْ فيه غُرابُ |
وبِعادٌ من حبيبٍ | لم يحن منه اقترابُ |
وملال من "خليٍّ" | ونُبوٌّ واجْتِنابُ |
حبّذا أيامُ سَلْعٍ | وسَقاهُنَّ السَّحابُ |
كيفَ شَكوايَ زمانًا | كانَ لي فيهِ الشّبابُ؟ |
وكرامٌ لهمُ منْ | ورق العزّ ثيابُ |
وثنايا في ذُرا المجـ | ـد على الرَّاقي صِعابُ |
لا يريبونَ وإمّا | رابَهُمْ يومَ أرابوا |
كلَّما مرَّ زمانٌ | عَذُبوا فيهِ وطابوا |
وإذا لم يكُنِ الرِّسْـ | مُ عنِ الأمرِ وهابوا |
وطما المدُّ الذي فيـ | ـهِ منَ الموتِ عُبابُ |
هَجموهُ مثلما انقَضْـ | تـْ من الجوّ عُقابُ |
ثم سالتْ منهمُ بالطَـ | ـطعن والضّرب شِعابُ |
قل لحسّادي " أفيقوا | فاتكم عندي الطِلابُ |
للذي عابَ مَعابُ | |
وله عِرْضٌ نَقيٌّ | زالقٌ عنه السِّبابُ |
عامر الرّبع وفي الأعـ | ـراضِ ما شئتم خرابُ |
مَن لكم مثلي إذا عَنْـ | ـنَّ طِعانٌ أو ضِرابُ |
ودفاعٌ ونِزالٌ | وسؤالٌ وجوابُ |
وغِلابٌ لأعاديـ | ـكُمْ وما يُرجَى الغِلابُ؟ |
وجِذابٌ للذي يهـ | ـوَوْن إنْ قلّ الجِذابُ |
والذي يَهدي إلى القَصْـ | ـدِ وقدْ ضَلَّ الصَّوابُ |
في مُقامٍ ليس إلاّ | أُسُدٌ فيه وغابُ |
وجريحٌ وقتيلٌ | لا يواريه الترابُ |
لكُمُ منِّيَ ظُفْرٌ | في المُلِمّاتِ ونابُ |
وصباحٌ كلّما أظ | لَم خطبٌ وشهابُ |
لستُمُ السيفَ فلِمْ أَنـ | ـتُمْ بلا سيفٍ قِرابُ؟ |
ما استوى في عَطَن القو | ـومِ صِحاحٌ وجِرابُ |
لا ولا عادَلَتِ النِّيـ | ـبَ المسنّاتِ السِّقابُ |
يا خليلي إنَّما الدَّهْـ | ـرُ مجيءٌ وذهابُ |
وعَطاءٌ خلفَه مِنْـ | ـه ابتزازٌ واستلابُ |
وسليمٌ ولَديغٌ | ومُوقّى ً ومصابُ |
احذرِ الدهر فللدّهـ | ـر ازورارٌ وانقلابُ |
ودعِ الحرصَ لقومٍ | حُرموا الرّشدَ وخابوا |
ما إلى الذُّلِّ سِوى الحِرْ | صِ على الأموالِ بابُ |
كل شيئٍ أنشأتْهُ | تربة ُ الأرضِ تُرابُ |
وإذا فُزنا بصدقٍ | من غنى ً فهو كِذابُ |
واطلب العزَّ فما دو | ن المدى العزّ حجابُ |
بأُناسٍ كلما نو | دوا لمعروفٍ أجابوا |
ليسَ تُنسيهم عن الهـ | ـمِ حروبٌ وحِرابُ |
وكنِ المُقدمَ فالمغـ | ـبونُ فينا من يهابُ |