متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ | إلى الذي كان مألوفاً ومعهودا |
كم ذا أرى كلَّ مذمومٍ ولستُ أرى | بين الورى أبدَ الأيامِ محمودا |
قالتْ: أراكَ بِهَمٍّ لا تفارقُهُ! | فقلتُ: همِّي لأنِّي ظَلْتُ مَجهودا |
إنْ شئتَ عزاً بلا ذلٍ يطيفُ بهِ | فاقطَعْ منَ الحرصِ حَبلاً كانَ مَمدودا |
خذْ كيفَ شئتَ عن الأقطار قاطبة ً | واطلبْ منَ الرِّزق مطلوبًا ومَوْجودا |
فلستَ تأخذُ إلاّ ما سبقتَ بهِ | و لا تبدل بالمجدودِ مجدودا |
مضى الثِّقاتُ فلا عينٌ ولا أثرٌ | وأُورِدوا من حياضِ الموتِ مَوْرودا |
و اصبحوا كهشيمٍ بات في جلدٍ | بعاصفاتٍ من النكباءِ مكدودا |
فما أُبالي وقد فارقْتُهُمْ غَبَنًا | شحاً من الدهرِ في نفعٍ ولا جودا |
ولا أضُمُّ يَدًا منِّي بغيرِهمُ | و لا أودُّ من الأقوامِ مودودا |
ولا أخافُ على مَن كان بعدَهُمُ | نَحسًا وسعدا ولا بِيضًا ولا سُودا |