أيها الآمِلُ خَيْمَاتِ النَّقَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيها الآمِلُ خَيْمَاتِ النَّقَا | خَفْ على قَلْبَكَ تلك الحَدَقا |
إِنَّ سِرْباً حُشِيَ الخَيْمُ به | ربَّما غَرَّكَ حتى تَرْمُقَا |
لا تثرهَا فتنة ً من ربرَبٍ | تُرِعْدُ الأُسْدُ لديه فَرَقَا |
وانْجُ عنها لحظة ً سَهْمِيَّة ً | طال ما بلتْ ردائي علقَا |
وإِذا قيلَ نجا الرحبُ فقلْ | كيفما سالم تلكَ الطُّرُقَا |
يا رُماة َ الحيِّ مَوْهُوبٌ لكمْ | ما سفكتمْ من دَمي يومَ النَّقَا |
ما تعمدتمْ ولكنْ سببٌ | قربَ الحينَ وأمرٌ سبقَا |
والتفاتاتٌ تَلَقَّتْ عَرَضاً | مَقْتَلَ الصبِّ فخلَّتْهُ لَقَى |
آهِ من جَفْنٍ قريحٍ بعدكمْ | يشتكي خدايَ منهُ الغرقَا |
وحشا غيرِ قريرٍ كلَّما | رمتُ أَنْ يهدأَ عنكمْ خفَقَا |
وفؤادٍ لمْ أضَعْ قطُّ يدي | فوقَهُ خيفة َ أَنْ تحترقا |
ما لنجمٍ عكفتْ عيني على | رعيهِ ليس يريمُ الافُقا |
وَلِعَيْنٍ خَلَعَتْ فيكَ الكَرى | كيف لم تخلعْ عليك الأَرقَا |
أيُّها اللُّوَّامُ ما أَهْدَأَكُمْ | عن قلوبٍ أَسْهَرَتْنا قَلقَا |
ما الذي تبغونَ من تعذيبها | بعدما ذابتْ عليكمْ حرقَا |
قومَنا فوزوا بسلوانكمُ | وَدَعُوْا باللهِ من تَشوَّقا |
وارحموا في غسقِ الظلماءِ منْ | باتَ بالدمعِ يبلُّ الغسقَا |
عَلِّلُوْنا بالمُنَى منكُمْ ولو | بخيالٍ منكمُ أنْ يطرقا |
وعدونا بلقاءِ منكمُ | فكثيرٌ منكمُ ذِكْرُ اللِّقَا |
لو خشينا الجورَ من جيرتِنا | لانتصفنا قبلَ أَنْ نفترِقا |
واصْطَبَحْنَا الآن مِنْ فَضْلة ِ ما | قد شربنا ذلك المغتبقَا |
فسقى اللهُ عشيَّاتِ الحمى | والحمى أكرمَ هطالٍ سَقى |
قد رُزِقْناها وكانتْ عيشة ً | قلَّما فازَ بها منْ رزِقا |
لا وسهمٍ جاءَ منْ نحوكمُ | إِنه أَقْتَلُ سَهْمٍ فُوِّقا |
وحلَى نجدٍ سنجري ذكرَها | أوسعتنا في الهوى مرتفقا |
ما حلا بعدكمُ العيشُ لنا | مُذْ تَبَاعَدْتُم ولاطابَ البَقا |
فَمَنِ المُنْبِي إِلينا خبراً | وعلى مُخْبِرِنا أَنْ يَصْدُقا |
هل درتْ بابلُ أنَّا فئة ٌ | تَجْعَلُ السِّحْرَ مِنَ السِّحْرِ رُقَى |
نَنْقْشُ الآية َ في أَضْلاعِنا | فتقينا كلَّ شيءٍ يتقَى |
مِنْ بَنانِ الوَزَرِ الأعْلى الذي | يخجلُ السحرَ إِذا ما نطقا |