ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ | يَنْدَى النَّسيمُ ويأْرَجُ الرَّنْدُ |
ويطيبُ واديهِ بموردِها | حتى ادَّعَى في مائِهِ الوَرْدُ |
نِعْمَ الخليطُ نَضَحْتُ جانِحَتي | بحديثِهِ لو يبردُ الوجدُ |
يُحْيِيكَ من فِيْهِ بِعاطِرَة ٍ | لو فاهَ عنها المِسْكُ لم يَعْدُ |
يا سَعْدُ قَد طابَ الحديثُ فَزِدْ | مِنْهُ أَخَا نَجْواكَ ياسعدُ |
فلقدْ تجددَ لي الغرامُ وإِنْ | بَلِيَ الهَوى وتقادمَ العهدُ |
ذكرٌ يمرُّ على الفؤادِ كما | يوحي إِليك بسقطهِ الزندُ |
وإِذا خلوتُ بها تمثلَ لي | ذاكَ الزمانُ وعيشهُ الرغدُ |
ولقاءُ جيرتنا غداتئذٍ | مُتَيَسِّرٌ، وَمَرامُهُمْ قَصدُ |
وخيامُهُمْ أَيامَ مَضْربها | سِقْطُ اللِّوَى وكثيبُهُ الفَرْدُ |
أَعْدُو بها طَوْراً وَرُبَّتَما | رُعْتُ الفَلا، والليلُ مُسْوَدُّ |
لكواكبٍ هيَ في تراكبِها | حلقُ الدروعِ يضمُّها السردُ |
مِنْ كلِّ أَرْوَعَ حَشْوُ مِغْفَرِهِ | وَجْهٌ أَغَرُّ وفاحمٌ جَعْدُ |
ذُكِرَ الوزيرُ الوَقَّشِيُّ لهمْ | فأثارهُمْ للقائِهِ الودُّ |
مترقبينَ حلولَ ساحَتِهِ | حتى كأنَّ لقاءَهُ الخلدُ |
قد رنحتْهُمْ مِنْ شمائِلِهِ | ذِكَرٌ كما يَتَضَوَّعُ النَّدُّ |
نِعْمَ الحديثُ الحلوُ تَمْلِكُهُ الـ | ـركبانُ حيثُ رَمى بها الوخدُ |
يا صاحبيَّ أخبرهُ عجبٌ | لكما على ظمأٍ به وِرْدُ |
أَمْ ذِكْرُهُ تَتَعَلَّلانِ بهِ | إذ ليسَ مِنْهُ لذِي فمٍ بُدُّ |
شَفَتَيْكُما فالنحلُ جاثِمة ٌ | ممَّا يُسيلُ عليها الشَّهدُ |
رَجُلٌ إذا عَرَضَ الرجالُ له | كَثُرَ العديدُ وأَعْوَزَ النِدُّ |
مِنْ مَعْشَرٍ نَجَمَ العلاءُ بهم | زهراً كما يتناسقُ العقدُ |
لبسوا الوزارة َ معلمينَ بها | ومع الصنائفِ يحسنُ البردُ |
مُسْتَأْنِفِيْنَ قديمَ مَجْدِهِمُ | يَبْني الحفيدُ كما بَنى الجَدُّ |
حُمِدُوا إلى جَدٍّ وأعْقَبَهُمْ | حَمْدٌ بأحمدَ ما لَهُ حَدُّ |
وكأنَّما فاقَ الأنامَ بهمْ | نَسَبٌ إلى القمرينِ يَمْتَدُّ |
فَيَرى وَليدُهُمُ المنامَ على | غيرِ المجرة ِ أنهُ سهدُ |
ويرى الحيا في مزنهِ فيرى | أنَّ الرضاعَ لريهِ صدُّ |
وكأنما ولدوا ليكتفلوا | حيثُ السنَا والسؤددُ العدُّ |
فعلتْ كرائمهمْ بهمْ وعلا | فوقَ السماكِ النهدُ والجهدُ |
سَتَرى الوزيرَ ومجدَهُ فَتَرى | جَبَلاً يُلاذُ به وُيُعْتَدُّ |
وترى مآثرَ لا نَفَادَ لها | بالعدِّ حتى ينفدَ العدُّ |
ضمنَ النوالُ بأَنْ تروحَ إِليـ | ـه العيسُ مُعْلَمَة ً كما تَغْدُوا |
ولقد أَراني بالبلادِ وَآ | مالُ البلادِ ببابهِ وفدُ |
وهباتهُن تصفُ الندَى بيدٍ | ماذا يَرَى علياءَه الجد |
خَفَقَت بها في الطِّرْسِ بارقَة ٌ | حدقُ القنا من دونِها رمدُ |
محمولة ٌ حملَ الحسامِ وإِنْ | خَفِيَ النِّجادُ هناكَ والغِمْدُ |
حتَّى اليراعة ُ بينَ أنملِهِ | ياقومُ ممَّا تَطْبَعُ الهِنْدُ |
وكفَى بأنْ وسمَ الندَى سمة ً | لمْ تَمْحُها الأيَّامُ مِنْ بَعْدُ |
بعوارفٍ عمرَ البلادَ بها | فاخضرَّ منها الغورُ والنجدُ |
والأمْرُ أشْهَرُ في فَضائِلِهِ | ما إِن يُلَبِّسُهَا لكَ البُعْدُ |
هيهاتَ يذهبُ عنكَ موضعُهُ | هَطَلَ الغمامُ وَجَلْجَلَ الرَّعْدُ |
أَعْرَبْتُ عنْ مكنونِ سُؤْدَدِهِ | ما تعجمُ الورقاءُ إِذْ تشدُو |
سوراً من الامداحِ محكمة ً | من آيِهِنَّ الشُّكْرُ وَالحَمْدُ |
ولعلَّ ما يخفَى وراءَ فمي | منْ ودِّهِ أضعافَ ما يبدو |