رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا | وَمَنْ يدمِنُ على رمْيٍ أَصابا |
وكنتَ العيشَ مُتَّصلا ولكنْ | تصرَّمَ حين لذَّ وحينَ طابا |
وشيبَنِي انتظاري كلَّ يومٍ | لعَهدكَ كَرَّة ً والدهرُ يابى |
إِلامَ أَشُبُّ من نيرانِ قلبي | عليكَ لكلِّ قافية ٍ شهابا |
وقد ودعتُ قبلك كلَّ سفرٍ | ولكنْ غابَ حيناً ثم آبا |
وَأَهيجُ ما أَكونُ لكَ ادِّكَاراً | إذا ما النجمُ صَوَّبَ ثم غابا |
أرَى فقدَ الحبيبِ من المنايا | إِلى يأسٍ كمنْ فقدَ الشبابا |
وما معنى الحياة ِ بلا شبابٍ | سواءٌ ماتَ في المعنى وَشابا |
وليلِ أَسى كصبحِ الشيبِ قبحاً | أُكابدُهُ سهاداً وانتحابا |
تزيدُ به جوانحيَ اتَّقاداً | إذا زادتْ مدامعيَ انسكابا |
وشرُّ مكابَدَاتِ القلبِ حالٌ | يريكَ الضدَّ بينهما انتسابا |
لعلَّكَ والعلومٌ مُغَنِّيَاتٌ | نسيتَ هناك بالغُنْمِ الإيابا |
أيا عبدَ الإِلهِ نداءَ يأسٍ | وهل أرجو لدى رمسٍ جوابا |
أصخْ لي كيفَ شئتَ فإنَّ أُنساً | لنفسيَ أنْ تبلغكَ الخطابا |
يسوءُ العينَ أنْ يَعْتَنَّ رَدْمٌ | منَ الغبراءِ بينكما حجابا |
وأن تحتلَّها غبراءَ ضَنْكاً | كما يستودعُ السيفُ القِرابا |
مجاورَ جِلَّة ٍ ضَرَبَتْ شَعُوبٌ | بعالية ِ البقيعِ لهم قِبَابا |
وكم فوقَ الثَّرى من روضِ حسنٍ | جرى نفسُ الأسَى فيه فذابا |
فقد نشرَ الخدودَ على التراقي | وشابَ بقلبيَ الدَّمعَ الرُّضابا |
سقاكَ ولا أَخُصُّ ربابَ مزْنٍ | لعلَّ ثراكَ قد سئمَ الرَّبابا |
ولكنْ ما يسوغُ على التَّكافِي | لقبْرِكَ أنْ يكونَ له شرابا |
فاني ربّما استسقيتُ يوماً | لكَ الجونينِ : جفنيَ والسَّحابا |
فتَخْجلُ من ملوحَتِها دُمُوعي | إذا ذَكَرَتْ شمائِلَكَ العِذَابا |
تكادُ على التتابعِ وهيَ حمرٌ | تحَيَّرُ في محاجريَ آرتيابا |
فليتَ أحمَّ مِسْكٍ عادَ غيماً | فحامَ على ضريحكَ ثم صابا |
وزاحمَ في ثَرَاكَ الدمعَ حتَّى | يشقَّ إِلى مفارِقِكَ التُّرَابا |