أيداً تفيضُ وخاطراً متوقدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أيداً تفيضُ وخاطراً متوقدا | دعها تبتْ قبساً على علمِ النَّدى |
نِعْمَ اليدُ البيضاءُ آنَسَ طارقٌ | نارَ الذكاءِ على مكارمِها هُدَى |
نعماءُ أعياني التماسُ مكانِهَا | لو قد وجدتُ لها ولياً مرشدا |
ويقولُ قومٌ : آية ٌ قدسية ٌ | واظنُّها للقائدِ الأعْلى يَدا |
رجلُ الزَّمانِ حَزَامة ً وَشَهامَة ً | وسريهُ حسباً أغرَّ ومحتدا |
شهمٌ على رأسِ الدهاءِ محلقٌ | لو شاء أفردَ منْ أخيه الفرقدا |
يستهدفُ المستقبلاتِ بظنِّهِ | فيكادُ يُصْمِي اليومَ ما يَرْمي غَدا |
ويسابقُ الرأيَ المصيبَ بعزمِهِ | كالسَّهْمِ لا كَسِلاً ولا مُتَبَلِّدا |
حزمٌ يريكَ المشرفيَّ مصمماً | في كفِّهِ والسمهريَّ مسددا |
وتكادُ تحميهِ نفاسة ُ قدرهِ | واليأسُ مِنْ إِدْرَاكِهِ أنْ يُحْسَدا |
وإذا ذكرتَ قبيلَهُ عَنْساً فَخُذْ | ما شئتَ من شرفٍ وعزٍّ سرمدا |
مات الجدودُ الأقدمونَ وغادروا | إِرْثَ السَّناءِ على البنينَ مُؤَبَّدا |
وكفاكَ منه اليومَ أَيُّ بقيَّة ٍ | كرموا لها أصلاً وطابوا مولِدا |
إِنَّ الكرامَ بني سعيدٍ كلَّما | ورثوا النَّدَى والمجدَ أوْحَدَ أوْحَدا |
قَسَمُوا المعاليَ بالسَّوَاءِ وَفَضَّلوا | فيها عمادهمُ الكبيرَ محمَّدا |
ياواحدَ الدُّنيا وَسَوْفَ أُعيدُهَا | مثنَى وإِنْ أغنَى نداؤكَ موحَدا |
أَمَّا وقد طُفْنا البلادَ فلم نَجِدْ | لك ثانياً فكنِ الكريمَ الأوحدا |
مهدْ لنا فوقَ السهَى نحططْ به | رِجْلَ المخيِّم لا بَرِحْتَ مُمَهِّدا |
واصْرِفْ لنا وَجْهَ القَبُولِ فإِنما | وَصَلَتْ إليكَ بنا الأماني وُفَّدا |
نبقي لقاءَك وهوَ أكرمُ حاجة ٍ | نهبتْ لها الخيلُ السُّهَى والفرقَدا |
ولذاكَ خضتُ الليلَ فوقَ مكرَّمٍ | لم أَعْدُ بي وبهِ العُلا والسُّؤْدَدا |
يَدرْي الأغَرُّ إذا خَفَضْتُ عنانَهُ | أني سأُبْلِغُهُ منَ الشَّرَفِ المَدى |
وإلى النجومِ الزهرِ يرفعُ طرفهُ | من لم يحاولْ غيرَ دارِكَ مقصدا |
عَجَبي ولكنْ من سفاهة ِ راحلٍ | رامَ الرشادَ فراحَ عنك أوِ اغتَدى |
ركبَ الهجيرة َ والسرابُ أَمامهُ | ونأى العديرُ له فماتَ منَ الصَّدى |
وعلى منِ اعْتَمدتْ سواكَ ظُنُونُهُ | في الناسِ كلِّهِمُ لِخنْصَرِكَ الفِدا |
الناسُ أنْتَ وسرُّ ذلكَ أنَّهُ | أصبحتَ فيهمْ بالعُلا متفردا |
شِيَمٌ تَفُوْقُ شَذا المديحِ وإِنْ غدا | مِسْكاً بأقْطارِ البلادِ مُبَدَّدا |
وجميلُ ذِكْرٍ قَدْ تَضاعَفَ ذِكْرُهُ | مما يُعادُ به الحديثُ وَيُبْتَدا |
سهلُ الولوجِ على الفؤادِ كأنَّهُ | نفسٌ يمرُّ على اللسانِ مردَّدا |
فإِليكَ شكري تحفة ً من قادمٍ | مَغْناكَ زارَ وَمِنْ نَداكَ تَزَوَّدا |
وعليَّ توفِية ُ الثناءِ مُخَلَّداً | إنْ كان يُقْنِعُكَ الثَّناءُ مُخلَّدا |