يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ | لقد هَوَتْ بكَ يا عمروُ الرياحُ وبي |
طولُ ارتحالٍ وأَحظٍ غيرُ طائلة ٍ | وَغَيْبَة ٌ ناهَزَتْ عَشْراً مِنَ الحِقَبِ |
عادَ الحديثُ إِلى ما جرَّ أطيبهُ | والشيءُ يبعثُ ذِكْرَ الشيء عَنْ سَبَب |
إيهٍ عن الكُدْيَة ِ البيضاء إنَّ لها | هوى ً بقلبِ أخيكَ الوالهِ الوصبِ |
راوِحْ بنا السَّهْلَ من أَكْنافِهَا وَأَرِحْ | ركابَنَا ليلهَا هذا مِنَ التَّعَب |
وَانْضَحْ جوانِبَها من مقليتكَ وَسَلْ | عنِ الكثيبِ الكريمِ العهدِ في الكثُب |
وقلْ لسرحتهِ يا سرحة ً كرمتْ | على أبي عامر : عزِّي على السحُبِ |
يا عذبة َ الماءِ والظلِّ أنعمي طفلاً | حُيِّيتِ مُمْسِيَة ً مَيَّادَة َ القُضُب |
ماذا على ظِلِّكَ الألْمى وقد قَلَصَتْ | أفياؤُهُ لو ضفَا شيئاً لمغتربِ |
أهكذا ينقضي نفسي لديك ظماً | اللهَ في رمقٍ من جاركِ الجنبِ |
لولاكِ يا سرحَ لم نُبْقِ الفلا عُطُلاً | من السرَى ، والدُّجَى خفاقة ُ الطنب |
ولم نَبِتْ نَتَقاضَى مِنْ مدامِعِنا | ديناً لترْبكِ منْ رقراقِها السرِب |
أخاً إذا ما تَصَدَّى مِنْ هَوَى طَلَلٍ | عُجْنا عليه فحيَّيْناهُ مِنْ كَثَبِ |
مستعطفينَ سخيَّاتِ الشؤونِ له | حتى تحاكَ عليه نمرقُ العشبِ |
سلي خَميلَتَكِ الريَّا لأيَّة ِ ما | كانتْ ترفُّ بها ريحانة ُ الأدَب |
عن فتية ٍ نزلوا عليا سرارتِها | عفتْ محاسنهمْ إِلاَّ منَ الكتب |
محافظينَ على العليا وربتما | هزوا السجايا قليلاً بابنة ِ العنب |
حتى إذا ما قضوْا من كأسِها وطراً | وضاحكوها إِلى حدٍ من الطرَب |
راحوا رَواحاً وقد زِيدَتْ عمائمُهُمْ | حِلْماً وَدارَتْ على أَبهى من الشُّهب |
لايُظْهِرُ السُّكْرُ حالاً من ذَوائِبِهِمْ | إِلا التفافَ الصَّبا في أَلْسُنِ العَذَبِ |
المنزلينَ القوافي مِنْ معاقلها | والخاضِدِينَ لديها شَوْكَة َ العَرَبِ |
غادَوْا بجلبتهمْ مِكْناسَة ً فَغَدَتْ | بغرِّ تلك الحُلَى مَعْسُولة َ الحَلَبِ |
ولا كمكناسة ِ الزيتونِ من وَطَنٍ | أحسنْ بمنظرها المربي على العجَب |
لو شئتَ قمتَ معي يا صاحِ ملتفتاً | إلى سُوَيْقَة َ من غَرْبِيِّها الخَرِب |
هل الرياحُ مع الآصالِ ماسحة ٌ | معاطفَ الهَدَفِ الممطورِ ذي وهل |
بِغُرِّ الليالي مِنْ مُعَرَّجَة ٍ | على المَسِيْلَة ِ من لَيْلاتِها النُّخَبِ |
وهل صبيحاتُ أيامٍ سلفنَ بها | يبدو مَساها ولو لمحَّا لِمُرتقِب |
من المقاري التي سالتْ لمبصرها | مِنْ فِضَّة ٍ وَعشاياهُنَّ من ذَهَب |
بيضٌ مولعة ُ الأسدافِ عاطرة ٌ | أَشْهَى من اللَّعَسِ المنضوخِ بالشَّنَب |
يا صاحبي ويدُ الأيام مثبتة ٌ | في كلِّ صالحة ٍ سَهْماً من النُّوَب |
غضْ عبرتيكَ ولا تجزَعْ لفادِحة ٍ | تعرُو فكلُّ سبيلٍ منْ سبيلِ أَبِ |