من لميرَ الشمسَ لم يحصلْ لناظرهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
من لميرَ الشمسَ لم يحصلْ لناظرهِ | بينَ النهارِ وبين الليلِ فرقانُ |
مرأى ً عليه اجتماعٌ للنفوسِ كما | تَشَبَّثَتْ بلذيذِ العيشِ أَجْفَانُ |
للعينِ والقَلْبِ في إِقْبالِهِ أَمَلٌ | كأنَّهُ للشَّبابِ الغضِّ رَيْعَانُ |
سارٍ من النقعِ في ظلماءَ فاحمة ٍ | والشُّهْبُ في أُفُقِ المُرَّانِ خِرْصانُ |
وَمُغْتَدٍ وَمِنَ الخطيِّ في يَدِهِ | عَصَاً تَلَقَّفَ منها الجيشَ ثُعبان |
مِمَّنْ له حدُّ سَيْفٍ أَو شَبَا قَلَمٍ | شرارُهُ في الوغَى والفهمِ نيرانُ |
يسلُّ مقولهُ إِنْ شامَ منصلَهُ | وللخطابِ كما للحربِ أوطانُ |
قد يسكتُ السيفُ والأقلامُ ناطقة ٌ | والسيفُ في لُغَة ِ الأَقْلام لَحَّانُ |
عدلاً ملأْتَ به الدنيا فأنت بها | بينَ العبادِ وبينَ الله ميزانُ |
أبياتُ معلوة ٍ في كلِّها لكمُ | أُسٌّ كريمٌ على التَّقْوَى وَبُنْيَانُ |
فلوْ لحقْتُمْ زمانَ الوحيِ نزلَ في | تلكَ الصفاتِ مكانَ الشِّعْرِ قُرآن |
مَنْ لم يُصِخْ نَحْوها والسيفُ مُلْتَحِفٌ | فسوف يَقْرَؤُهَا والسيفُ عُرْيانُ |
موتُ العدَا بالظبا دينٌ وإِن مطلتْ | به سيوفكَ فالأيَّامُ ضمَّانُ |
فكنْ من الظفرِ الأعلى على ثقة ٍ | منك الظُّبا ومن الأعناقِ إِذْ عانُ |
لا زالَ كلُّ عدوٍّ في مَقَاتِلِهِ | دمٌ إِلى سَيْفِكَ الريَّانِ ظَمآنُ |