قلْ مثلما قد قال عبدُ الباقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلْ مثلما قد قال عبدُ الباقي | في نعمتِ عترة ِ صفوة ِ الخلاّق |
أو فاسترحْ وأرحْ لسانك واتخذ | للنطق من صمت أجلّ نطاق |
إنَّ اللسان لمضغة ٌ ما لم تفه | بالطيّبات تلاك بالأشداق |
أو ما تراه قد أتى بأوابدٍ | تفنى بنو الدنيا وهنّ بواقي |
لله دَرُّك حكمة الإشراق | |
تشجي وتطربُ أنفساً وجواراحاً | فكأنَّهن صوارمُ الأحداق |
ولقد أدار على العقول سلافة ً | ما لا تدور بها أكفُّ الساقي |
عن بهجة المعشوق يسفر حسنها | ولواعج المشتاق في العشّاق |
قد عانقت أشرافَ آل محمد | فكأنّها الأطواق في العناق |
فكأنّها هبّت صَباً في روضة | فتأرجت بنسيمها الخفّاق |
رقّت فكادت أنْ تسيل بلطفها | حتى من الأقلام والأوراق |
وبما غدتْ تملي ثناءً طيّباً | عن طيّبٍ في الأصل والأعراق |
لُدِغَتْ أميَّة ُ منه أفعى تنفثّ | السمّ الزعاف وما لها من راقِ |
كَلِمٌ ولا وخزات أطراف القنا | يلمعنَ عن صوب الدم المهراق |
من كلّ قافية بثاقب فكره | يفتضُّهاعذرا بغير صداق |
طوبى له في النشأتين لقد حوى | نعمَ الذخيرة ُ والثناء الباقي |
فالله يَجزيه بها خير الجَزا | ويَقيه شرّاً ما له من واق |