ضحك البرق فأبكاني دماً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ضحك البرق فأبكاني دماً | وجرى دمعي له وانسجَمَا |
وأهاخَ الوجد في إيماضه | كبداً حرّى وقلباً مغرما |
من سناً لاح ومن برق أضا | ما بكى الوامق إلاّ ابتسما |
فكأنَّ البرق في جنح الدجى | ألبسَ الظلماء برداً معلما |
باح في الحبّ بأسرار الهوى | وأبى سرُّ الهوى أنْ يكتما |
يا أخلاّئي وهلْ من وقفة ٍ | بعدكم بالجزع من ذاك الحمى |
أنشدُ الدار التي كنتم بها | ناشداً أطلالها والأرسما |
يا دياراً بالغضا أعهدها | مَرْبَضَ الأسْدِ ومحراب الدمى |
سوَّلتْ للدمع أن يجري بها | وقضت للوجد أنْ يضطرما |
كان عهدي بظباء المنحنى | تصرعُ الظبية ُ فيه الضيغما |
وبنفسي بين أسراب المها | ظالمٌ لم يَعْفُ عمَّن ظلما |
إنَّ في أحداق هاتيك الظبا | صحة ً تورث جسمي سقما |
ومليح بابليٍّ طرفه | ساحرِ المقلة معسول اللمى |
حرّم الله دمي وهو يرى | أنَّه حلَّ له ما حرما |
أشتهي عذبَ ثناياه التي | جرعتني في هواه العلقما |
وصلت أيامه وانقرَضَت | أفكانت ليت شعري حلما |
علِّلاني بعسى أو ربّما | فعسى تغني عسى أو ربّما |
حار حكم الحب في الحبّ فما | أنصَفَ المظلومَ ممن ظلما |
ليتَه يعدل في الحكم بنا | عدل داود إذا ما حكما |
أيَّد الله به الدين امرؤ | كان للدين به مُستَعْصَما |
بلغ الرشد كمالاً وحجى | قبل أنْ يبلغ فيها الحملا |
ومباني المجد في أفعاله | قد بناهنّ البناءَ المحكما |
ناشئ في طاعة الله فتى ً | لم يزل برَّاً رؤوفاً منعما |
قد علا بالفضل فيمن قد علا | وسما بالعلم فيمن قد سما |
كم وكم فيمن تولّى أمْرَه | أعين قرَّتْ وأنف أرغما |
رجل لو ملك الدنيا لما | تركت أيديه شخصاً معدما |
فإذا جاد فما وبل الحيا | وإذا جادل خصماً أفحما |
بسطتْ أيديه بالجود فما | تركت مما اقتناه درهما |
أظهر الحقَّ بياناً وجلا | من ظلام الشك ليلاً مظلما |
سيّد من هاشم إذ ينتمي | لرسول الله أعلى منتمى |
واعظٌ إنْ وعظ الناس اهتدت | لسبيل الرشد من بعد العمى |
كلّما ألقى إلينا كلِماً | لفظت من فيه كانت حِكما |
تكشف الران عن القلب وما | |
قوله الفصل وفي أحكامه | ما يريك الحكم أمراً مبرما |
إنْ قضى بالدين أمراً ومضى | أذعنَ لأبي به واستسلما |
يحسم الداء من الجهل وكم | حسم الجهل به فانحما |
نجم العلم به إذ نجما | ونمى الفضل به منذ نمى |
وبدين الله في أقرابه | لم أجدُ أثْبَتَ منه قدما |
يدفع الباطل بالحق الذي | يُفلقُ الهامَ ويبري القمما |
ووواكتفى بالسمر عن بيض الظبا | أغْمدَ السيف وأجرى القلما |
وجدَ الفضل به مفتتحاً | لا أرى في فقده مختتما |
علماء الدّين أعلام الهدى | كلُّ فرد كان منهم |
إنّما انت لعمري واحد | ما رأينا لك فينا توأما |
أنتَ أندى الناس إنْ تثرى ندى | يا غماماً سَحَّ يا بحراً طمى |
إنَّ أيامَك أعيادُ المنى | حيث كانت للأماني موسما |
سيّدي أنتَ وها أنت لنا الـ | ـعروة الوثقى التي لن تفصما |
كلُّ فرد كان منهم علما | فتَقَّبلْ فيك ما قد نظما |
ذاكراً من أنعم الله لكم | بنعماً تسدي إلينا النعما |