إلى إحسان مولانا الرفاعي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إلى إحسان مولانا الرفاعي | بكشكول الرَّجاء مددت باعي |
هو القطب الذي لا قطب يدعى | سواه في الأنام بلا نزاع |
عريض الجاه ذو قدر كريمٍ | طويل الابع بل رحب الذراع |
تَوَلَّد من رسول الله شبلٌ | به دانت له كلُّ السباع |
وقبّل كفَّ والده جهاراً | غدت بالنور بادية الشعاع |
وشاهدها الثقات وكل فرد | رآها بانفراد واجتماع |
فتلك فرّية لم يخط فيها | سواه من مطيع أو مطاع |
عشقت طريق حضرته عياناً | وأما الغير يعشق بالسماع |
بذكر جلاله وعلاه نمشي | رويداً فوق أنياب الأفاعي |
فماء زلاله يروي غليلي | وروضي إن تنكرت المراعي |
ولم أعبأ بجعجعة وطحن | فذاك الصخر خرّ من اليفاع |
مجيري إن تعاقبت الرزايا | وغوثي إن تكاثرت الدواعي |
إذا ما الدهر جلَّلَنا بخطب | وأورث صدعه سوء الصداع |
بهمته العلّية إن توالت | نكيل خطوبه صاعاً بصاع |
أبا العلمين سيَّدنا المفدى | على وجل أتيتُ إليك ساعي |
أتيتك زائراً أبغي قبولاً | ففيك توصلي ولك انقطاعي |
أتيت إليك أشكو من ذنوب | تولدها بنا قبح الطباع |
فما كذبت بما أرجو ظنوني | ولا خابت بنا تلك المساعي |
لقد عصرتني الأيام حتى | جرى من مقلتي لبن الرضاع |
لك الهمم التي شهد المعادي | بها إذ لا سبيل إلأى الدفاع |
إذا خفقت رياح العزم منها | أمِنَّا في حماه من الضياع |
وليس سواه في حزم وعزم | يبين لنا المضيع من المضاع |
فهذا ملجأ من حلَّ فيه | يعدْ من غير خوف وارتباع |
أُمَرِّغُ حُرَّ وجهي في ترابٍ | به التمريغ للجنّات داعي |
وقفنا والجفون لها مسيل | بهانيك الأماكن والبقاع |
فكم من مقلة للشوق أذرت | وأجرت دمعها دون امتناع |
فيا بن الأكرمين جعلت مدحي | بكم خير ارتداء وادّراع |
إذا ما رمت أنّ أحصي ثناكم | طلبت بذاك غير المستطاع |
ألا إنَّ الذنوب لقد توالت | وجاءت وهي حاسرة القناع |
فقد أصبتنيَ الدنيا إليها | وغرّتني بأنواع الخداع |
فخذ بيدي بأرض الحشر يوماً | يساوي بالجبان وبالشجاع |
وأدركني ومن نفسي أجرني | وأنعم في قبولك باصطناعي |
فقد ناجيتها لما أتينا | رويدك وابشري أن لا تراعي |
وإنّي عدتّ في نفسي وجسمي | مليئاً بالهدى والانتقاع |
بلى روحي لديك لقد أقامت | تشاهدُ نقطة السر المذاع |
أُوَدِّعُ حضرة ملئت جلالاً | وليس لنا سواها اليوم راعي |
كريم بالسلام لدى حضوري | ولكني بخيل بالوداع |