مذْ سلَّ في العشاق الناظرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مذْ سلَّ في العشاق الناظرِ | وسطا كما يسطو بماضٍ باتر |
جرح الفؤاد بصارم من لحظه | رشأ يصول بلحظ فاتر |
ما كنت أعلمُ أنْ أرى صرف الردى | من أعيُنٍ تحكي عيون جآذر |
ويلاه من لك العيون فإنها | فتكت بنا فتك الهزبر الثائر |
تبدو العيون النجل في حركاتها | في زيّ مسحور وسيما ساهر |
قمرَ إذا نظر العذول جماله | أضحى عذولي بالصبابة عاذري |
يجفو ويوصل في الهوى لمشوقه | والصدّ من شيمَ الغزال النافر |
أمسى يعاطيني مدامو ريقه | والنجم يلحظا بطرق ساهر |
ما زلت ألثِمه وأرشف ثغره | حتى بلغت به مناء الخاطر |
لله أيام الوصال فإنّها | مرَّت ولكن في جناحي طائر |
وإذا ذكرت لبانة قضَّيتها | ولعت مدامع أعيني بمحاجري |
وليالياً بالأبرقين تصرّمت | كان الحبيب منادمي ومسامري |
إنْ غاب من أهوى وعز لقاؤه | فالقلب لم يبرح بوجد حاضر |
لي حسرة ممن أودُّ ولوعة | وقدت لواعج نارها بضمائري |
لم يبق لي أملٌ أرجّي نيله | إلاّ نوال يمين عبد القادر |
وترى الركائب حاملات في الورى | أخبار حسن حديثه المتواتر |
ذو همة وعزائم بين الملا | أغنتهُ عن حمل الحسام الشاطر |
أحيا حديث الفضل بعد مماته | وجمال ذياك الزمان الغابر |
والتارك العافي بجنَّة فضله | ترك المعادي في لحود مقابر |
ودليل شيمته صفاء جنانه | والشي يرى من ظاهر |
شِيَمٌ له نتلو بحسن ثنائها | كتبت محاسنها بكل دفاتر |
يعفو عن الجاني ويغفر ذنبه | والعفو أحسنُ ما أتى من قادر |
لم ألقَ بين الناس أكرمَ ماجد | لوفوده ولضده من قاهر |
بالرأي آصفُ ما يحاول رأيه | يقف الدكيّ لديه وقفة حائر |
هيهات أنْ يأتي الزمان بمثله | نتجت به أمُّ الزمان العاقر |
يأتي من الدنيا بكل بديعة | ومن الفضائل في عجيب باكر |
في وجهه آيات كل فضيلة | يلقى العفاة ترحباً ببشائر |
إنّ الحياة لوفده بيمينه | وبسيفه قتل العدو الفاجر |
ذو همة وشجاعة يوم الوغى | في الحرب يسطو كالعقاب الكاسر |
من عصبة جمعوا الشجاعة والندى | نالوا المعالي كابراً عن كابر |
وإذا أتيت لبابه في حاجة | أغناك في بذلك العطاء الوافر |
بسط اليدين على الأنام تكرماً | ونوالها مثل السحاب الماطر |
صَدَر المؤمّلُ عن موارد بحره | يروي أحاديث العطا عن جابر |
متقمّصٌ بالمكرمات مؤزَّرٌ | من رريّه في عزّة ٍ ومفاخر |
قَسَماً ببارق مرهف في كفه | حين النزال وبحره المتكاثر |
لم ألق بين الناس قط مماثلاً | لجنابه العالي ولا بمناظر |
غوث الصريح إذا دعى لملمَّة | في كشفه الأخطار أيّ مبادر |
كم زارد نهر النضار ببابه | من فضله السامي وكم من صادر |
يا أيّها المولى الذي أفضاله | في عاتقي وثناؤه في ضامري |
خذها إليك قصيدة ٌ من أخرس | يثناك ينطق في لسان شاكر |
هنِّيت بالعيد الجديد ولم تزل | سعد الكرام ورغم أنفِ الفاجر |
لا زلت مسعود الجناب مؤيَّداً | وعِداك في ذلٍ وحالٍ بائر |