عنوان الفتوى : رتبة حديث: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ....
السؤال
كان لي أخ توفي يوم الأربعاء، وتم دفنه يوم الخميس، وأول ليلة له في قبره كانت يوم الجمعة.
هل يكون من ضمن الفئة التي حدثنا بها رسول الله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أولا أن يغفر لأخيك، ويدخله الجنة، وأن يأجركم على مصابكم.
وأما سؤالك: فإن كنت تسأل هل ينال أخوك الفضلَ الواردَ في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ القَبْرِ. فإن هذا الفضل وارد -كما هو ظاهر- فيمن مات يوم الجمعة، أو ليلتها، وليس فيمن مات قبلها بيوم أو يومين، ودفن ليلتها.
ولكن فضل الله تعالى، وجزيل عطائه، وسعة رحمته غير مقصورة على من مات يوم الجمعة، بل كل من مات لا يشرك بالله تعالى شيئا، فهو محل لذلك، وعرضة لأن يناله. نسأل الله تعالى أن ينال أخاكم من ذلك أوفر نصيب.
هذا؛ وليعلم أن أهل العلم اختلفوا في صحة هذا الحديث أصلا؛ فمنهم من ضعفه للانقطاع في إسناده، وقالوا ربيعة بن سيف لم يسمع من عبد الله بن عمرو، كما أنه والراوي هشام بن سعد ضعيفان.
وممن ضعفه الترمذي حيث قال بعد روايته للحديث: وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ. اهـ
وضعفه أحمد شاكر، وشعيب الأرناؤوط، وقبلهما الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وكذا ضعفه الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-، فقد سُئِلَ: هل من يموت يوم الجمعة يجار من عذاب القبر؟ وهل الجزاء ينطبق على يوم الوفاة، أم على يوم الدفن؟ أفتونا مأجورين. فأجاب بقوله:
الأحاديث في هذا ضعيفة، الأحاديث في موت يوم الجمعة، وأن من مات يوم الجمعة دخل الجنة، ووقي النار كلها ضعيفة غير صحيحة، من مات على الخير والاستقامة دخل الجنة في يوم الجمعة، وغير يوم الجمعة ... وإن مات على الشرك بالله فهو من أهل النار في أي يوم، وفي أي مكان، نسأل الله العافية، وإن مات على المعاصي فهو على خطر تحت مشيئة الله، لكنه في الجنة إذا كان موحدا مسلما منتهاه الجنة، لكن قد يعذب بعض العذاب عن المعاصي التي مات عليها غير تائب.. اهــ.
ومن أهل العلم من حسن الحديث بمجموع طرقه كالشيخ الألباني.
والله أعلم.