لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا | وَتَجُوبُ البيد حِلاً وکرتحالا |
نَحِلَتْ حتى کنبرت أعْظُمُها | والهوى يُنْقِبُ أهليه نكالا |
كلَّما شامت سناً من بارق | قذفت لوعتها دمعاً مذالا |
أصبحَتْ تَفْرِي فَيافيها سُرى ً | وتحاكي بکقتحام کلآل رالا |
فترفَّقْ أيُّها الحادي بها | فلقدْ أورثها الوجدُ خبالا |
لستُ أنسى وقفة ً في رامة | لم يدع منها النوى إلاّ خيالا |
ووشتْ عن كلِّ صبٍّ عبرة ٌ | فكفتْ عبرته الواشي المقالا |
وأساة لحشى ً مكلومة ٍ | جَرَحَتْها حَذَقُ الغيد نصالا |
يا مهاة َ الجزع أنتنَّ له | سالباتٌ قَلْبَه المضنى جمالا |
يا أخلاّئي تناءى زمن | مَرَّ لي فيكم وصالاً وانفصالا |
وليالٍ ما احتلى أنسها | أصبحتْ في وجنة الأيام خسالا |
نقل الواشي إليكم خبراً | لم يكن يقبل ما قال احتمالا |
يتمنّى سلوتي لكنَّه | يتمنّى وأبي أرماً محالا |
لا تلمني لائمي في صبوتي | فالهوى ما زال للعقل عقالا |
فاتركاني والهوى إنّي فتى ً | غالني دونكمُ الوجد اغتيالا |
من ظباءِ الرَّمل ظبيٌ إنْ رنا | سَلَّ من جَفْنَيه صمصاماً وصالا |
ظبية ُ الخدر الّتي لما جفت | أدلالاً كان منها أمْ ملالا |
هل وَفَتْ مديونها مستغرماً | يشتكي منها وإنْ أوفتْ مطالا |
لو أباحَتْني جنى مرشفها | لشفتْ من ريقها الداء العضالا |
يا رعى الله نُزولاً بالحمى | عثرة َ المغرمِ فيهم لنْ تقالا |
حَلّلوا ظُلماً حراماً مثلما | حرّموا في شرعهم شيئاً حلالا |
فاصطبر يا قلبُ يوماً ربّما | أصبحَ الخلَّبُ بعد اليأس خالا |
كم يُريني الدَّهر جدّاً هازلاً | فأريه من ظبا عزمي جدالا |
إنْ يكُنْ في الناس محمودٌ فلا | غير محمود مقالاً وفعالا |
فتفاءل بکسمه في سَيْبه | فکسْمه كان لمن يرجوه فالا |
إنْ تحاولْ شَخْصَه تَلْقَ على ً | صَحِبَ العِزَّ يميناً وشمالا |
لا يرجّى غيره في شدَّة ٍ | أو ترجو بوجود البحر کلا |
ليثُ غابٍ وسحابٌ صيّبٌ | حيث تلقاه نوالاً ونزالا |
كرمٌ يخجاُ هتّان الحيا | وعُلى ً تُورثُ أعداه الوبالا |
ويدٌ ما کنقبضت عن سائل | بل كَفَتْ في سَيبها العافي السؤالا |
صارمُ الله الذي لم يخشَ من | حادث الدهر انثلاماً وانفلالا |
ولكمْ أجدى فأسدى كرماً | مِنناً طوَّقَ فيهنَّ الرّجالا |
صنعته المعروف مغروزٌ به | لا يجود الجود حتّى أنْ يقالا |
كم وَرَدْنا فَضْلَه من مَوْردٍ | فَوَجَدْناه نميراً وزلالا |
منَحَ الله به يا حبذا | مِنَحٌ من جانب الله تعالى |
قل لحسّاد معاليه اقصروا | لم تَزَل أَيديه في المجد طوالا |
يتمنَّون مع العجز العلى | وإذا قاموا لها قاموا كسالى |
ليس من يذخرْ جميلاً في الورى | كالذي يذخر للأخطار مالا |
لا ولا من صَلُبَتْ راحته | كالذي يقطرُ جوداً ونوالا |
آل بيت الوحي ما زلنا على | فضلكم يا سادة الدنيا عيالا |
ما برحتم مُذ خُلِقتُم سادة ً | تكشفون الغيَّ عنّا والضلالا |
لا يغالي فيكم المادح إنْ | أطنب المادح في المدح وغالى |
أيّها البَدرُ الذي زاد سَناً | زادك الله سَناءً وكمالا |
هاك من عَبْدك نَظماً إنَّه | ينظمُ الشّعر بعلياك کرتجالا |
كلّما ضقتُ به ذرعاً أرى | يوسع الفضلَ على الفكر مجالا |
وآهنا باالعيد الذي عوَّدْتَنا | لثمَ كفَّيك التي تكفي نوالا |
ملكٌ أنتَ بنا أمْ ملكٌ | ما وَجَدْنا لك في الناس مثالا |
كيفَ أقضي شكر أيديك التي | حمَّلتني منك أحمالاً ثقالا |
لا عَدِمنا فيك يا بحر الندى | أيدياً تولي وفضلاً يتوالى |