الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ | أنَّ الذي فقد الورى لفريدُ |
كان الإمام به الأئمة تقتدي | فلهَ الهدى ولغيره التقليد |
ظلٌّ على الإسلام كان وجوده | حتى تقلّص ظِلُّه الممدود |
فَلِفَقْده في كلّ قلب لوعة | ولذكره في حمده ترديد |
فزوال ذاك الطود بعد ثباته | ينبيك أنَّ الراسياتِ تبيد |
هيهات يرفعُ للمدارسِ بعده | علمٌ ويورقُ بالمكارم عودُ |
سمط الفضائل والفواضل كلّها | نثرتْ عليه من الدموع عقود |
أسدٌ من الآساد يصرعه الرّدى | ومن الرجال بهائمٌ وأسودُ |
عجباً لمن ضاق الفضاءُ بعلمه | أنّى حوته من لاقبور لحود |
وإذا الملائك بشّرت بقدومه | فعلام تنتحب الرجال الصيد |
لا جاز قَبرَك صَوبُ غادته الحيا | تسقي ثراك بصومها وتزيد |
وجُزِيت خيراً بعدها عن أُمَّة ٍ | علماؤها مما أفَدْتَ تفيد |
فمقامك المحمودُ فوقَ مقامهم | وعلى الجميع لواؤك المعقود |
أظهرتَ بالآيات ما بظهورها | يخفى النفاق ويعلن التوحيد |
وكشفتَ غامض ما تشابه فانجلت | شُبَهٌ على وجه الحقيقة سودُ |
يا أيّها الثاوي بأكرم تربة ٍ | تالله أنْتَ الصارم المغمود |
يا شدَّ ما دهم العراق بساعة | خشناء يصدعُ عندها الجلمود |
إذ حان حينُ أبي الثناء وجاءه | بين الأكارم يومه الموعود |
ونعاه ناعيه وقال مؤَرِّخاً | قد مات ويك ابو الثنا محمود |