هكذا كان فعلَها الحمقاءُ

مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ | ربَّما تَحْلقُ اللّحى الكيمياءُ |
أفكان الإكسير والشَّعر والبعرُ | وهذي المقالة الشنعاء |
كان عهدي به ولا لحية َ الـ | ـتيس وفي حَلْقِها يقلُّ الجزاء |
ليتَ شِعري أُريقَ ماءٌ عليها | قبل هذا أم ليس ثمَّة َ ماء |
لم يعانِ الزرنيخَ وهو لعمري | فيه للداء في الذقون دواء |
ذهبَ الشَّعر والشعور وأمسى | يَتَخفّى ومشيُه کستحياء |
وادّعى أنّه أصيبَ بداءٍ | صَدقَ القولُ إنّما الحَلْقُ داء |
أيّ داء إذ ذاك أعظمُ منه | والمجانين عنده حكماء |
وترجّى للحَلْق أمراً محالاً | ولقدْ خاب ظنُّه ولارجاء |
ما سَمِعْنا اللّحى بها حجر الـ | وفي الدّبر توضعُ الأجزاء |
زاعماً أنَّهم أشاروا إليها | ولهذا جرى عليها القضاء |
أَخَذَ العلمَ عن حقيرٍ فقير | هو والسارح البهيم سواء |
طلب السعد بالشقاء وهيهات | مع الجهل تسعد الشقياء |
ذهبت لحية المريد ضياعاً | وعليها بعدَ الضياع العفاء |
ليته صانها ولو بضراطٍ | ولقد يعقب الضراط الفُساء |
لم يدع شعرة ً وقد قيل أرخْ | حلقتْ شعرَ لحيتي الكيمياء |