أهاجها حادي المطي فمالَها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أهاجها حادي المطي فمالَها | ولم يهَجْ لمّا حدا أمثالَها |
فهل عرفت يا هذيمُ ما بها | وما الَّذي أورثها بلبالها |
غنّى لها برامة ٍ والمنحنى | وبالديار ذاكراً أطلالها |
وما درى أيَّ جوى ً أثاره | وعبرة بذكره أسالها |
ذكّرها مناخها برامة | فكان ذكر رامة خيالها |
ذكرها مراعياً من شيحها | ووردها من مائها زلالها |
ذاقت نميراً في العُذَيب ماءَه | وقد أُذِيقَتْ بعده وبالَها |
لو كان غير وجدها عقالها | بدار ميٍّ أطلقت عقالها |
تسألأ عن أحبابها دوارساً | من الرسوم لم تجب سؤالها |
وكلّما عاد لها عيد الهوى | هيَّج منها عيده بلبالها |
تاللَّه تنفك وقد تظنّها | لما بها من الضنَّى خيالها |
حريصة على لقاء أوجُهٍ | غالى بها صرف النوى واغتالها |
هي الظعون قوَّضت خيامها | وأزعجت يوم النرى جمالها |
وأوقدت في قلب كل مغرمٍ | نيران وجد تضرم اشتعالها |
وقاطعتنا بالنوى موصلاً | لو أنصفت ما قطعت وصالها |
وعن يمين الجزع شرقيّ الحمى | متى أراني ناشقاً شمالها |
بيوت حيّ أحكموا ضيوفها | وحذَّروا عدوها نزالها |
وللمغزال دونها ملاعب | لو اقتنصت مرة غزالها |
وقد رمتني عينها نبالها | فما وقتني أدرُعي نبالها |
إنّي لأهوى مجتنى معسولها | وأختشي من قدّها عسّالها |
تلك ربوع كنت في رباعها | طوع هواها عاصياً عذالها |
فياسَقتَ تلك الربوع ديمة ٌ | تصبُّ من صوب الحيا سجالها |
ساحبة على الحمى سحابها | تجر في دياره أذيالها |
قد قطبت وبشرت | من شام بالغيث العميم خالها |
من مثقلات المزن ما إن جلجلت | بالرعد إلاّ وضعت أثقالها |
شاكرة آثارها منها لها | إدبارها بالريّ أو إقبالها |
وربّ ليلٍ أطبقت ظلماؤه | بحيث لا يهدي امرؤ خلالها |
قلقلت في الموقرات في السرى | |
ولست أنفكّ ولي مآرب | أرجو إذا أرفعت أن أنالها |
تحملني لابن النبيّ ناقة | إنْ بلغته بلغت آمالها |
فإنّ إبراهيم حيث يمَمَّتْ | كان مناها إن يكن مآلها |
نفسٌ له زكيّة ٌ عارفة | بالغة بدركها كمالها |
وتستمدّ العارفون فيضها | وترتجيها جاهها ومالها |
لو لم في الأرض من أمثاله | زلزلت الأرض إذاً زلزالها |
إذا دعا الله لكشف حادث | أهالها أمنَّها أحوالها |
هو الشفاء لعضال أمَّة | |
واتخذته المسلون إنْ دعت | ضراعها لله وابتهالها |
من النجوم المشرقات بالهدى | المدحضات بالهدى ضلالها |
ما برحوا في الأرض بين خلقه | أقطابها الأنجاب أو إبدالها |
إذا دعوا إلى الجميل أسرعوا | ولن ترى لغيره استعجالها |
واقتحموها عقبات أزمة | إلأى على ً توقَّلوا جبالها |
هم الغيوث ابتدروا نوالها | هم الليوث ابتدروا نزالها |
قائلة فاعلة بقولها | سابقة أفعالها أقوالها |
إن قربت من الأعادي قرَّبت | إلأى الهدى همتهم آجالها |
هم الذين ذلّلوا صعابها | هم الذين دوّخوا أقيالها |
وحرَّموا من ربهم حرامَها | وحَلَّلوا بأمره جلالها |
بحر من العلم طمى خضمه | |
سل ما تشاء عن عويص مشكل | فإنَّه لموضح إشكالها |
أين الأعادي من علوِّ قدره | إنّ طاولته في المعالي طالها |
لو رام أعلى بُغية ٍ يرومها | ولو غدت مثل النجوم نالها |
تسكرنا عذوبة من لفظه | إذا أدار لفظه جريالها |
له التصانيف الّتي كأنّها | تروي بحسن صبّها جمالها |
رقّت حواشيها فلو قرأتها | عَلى الغصون مرة ً آمالها |
مثل السماء بالسناء والسنا | قد طلعت خلاله خلالها |
كم حجة أوردها قاطعة | وحكمة في كلمات قالها |
خذها إليك سيّدي مقطوعة | واجعل رضاك سيّدي إيصالها |