من لصبٍّ متَيِّمٍ مستهامِ

مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من لصبٍّ متَيِّمٍ مستهامِ | دَنِفٍ من صبابة ِ وغَرامِ |
لامَه اللائمون في الحّب جهلاً | وهو في معزل عن اللوّام |
لا تلوما على الهوى دنفَ القلب | فما للهوى وما للملام |
كيف يصحو من سُكرة الوجد صبٌّ | تاه في سكره بغير مدام |
ورَمَته فغادرته صريعاً | يا لقومي لواحظُ الآرام |
جرَّدت أَعين الظباء سيوفاً | وَرَمَتْنا ألحاظها بسهام |
لستُ أنسى منازل اللهو كانت | مشرقات بكلّ بدر تمام |
تنجلي أكؤسَ من الراح فيها | يضحك الروض من بكاء الغمام |
بين آسٍ ونرجسٍ وبهارٍ | وهزارٍ وبلبلٍ ويمام |
ومليحٍ مهفهف القدّ ساجي الطَّرف | عذب الرضاب لدن القوام |
وبورحي ذاك الغرير المفدّى | فيه وجدي وصبوتي وهيامي |
شَهِدَتْ واوُ صَدغه مذ تبّدى | أنَّ الامَ العذار أحسن لام |
يمزج الراح من لماه | لشفاني من علَّتي وسقامي |
ربَّ ليلٍ أطعتُ فيه التصابي | باختلاسي مسرَّة َ الأيام |
بَرَزَتْ في الظلام شمس الحمّيا | فَمَحَتْ بالضياء جُنْحَ الظلام |
فکنتشقنا نوافج المسك لما | |
من مُعيدٌ عليَّ أيّام لهوٍ | أعقبتنا عن وصلها بانصرام |
وزمان مضى وعيشٍ تقضّى | ما أرى عوده ولو في المنام |
مرَّ والدهرُ فيه طلق المحيّا | كمرور الخيال في الحلام |
لو تبلُّ الدموع غُلَّة صبٍّ | بلّ دمعي يوم الغميم أوامي |
يوم حان النوى فسالت دموع | لم أَخَلْها إلاّ کنسجام ركام |
وتلظَّت حشاشة اوْقَدوها | آل ميٍّ من بينهم بضرام |
كلّما نسّمت رياح صباها | قلت يا ريح بلِّغيها سرمي |
سقيت دارهم أحبَّة َ قلبي | من دموعي بمثل صوب الغمام |
إنَّ أيامنا على القرب منهم | صدعتْ بالفراق بعد التئام |
ذمّة ٌ قد وفيتُ فيها لديهم | وعلى الحرِّ أنْ يفي بالذمام |
لو تراني من بعدهم وادّكاري | ماضيات العصور والعوام |
أتلهّى تعلُّلاً بالأماني | بنثار أقول أو بنظام |
فإذا قلتُ في الكرام قصيداً | ذقتُ فيها حلاوة الإنسجام |
زان شعري وزان نظمي ونثري | صِدقُ مدحي للسادة الأعلام |
وإذا رمت في الرجال كريماً | |
إنّما أعرف المكارم منه | من كريم الأخلاق نجل الكرام |
قسم الفضل في الرجال فأضحى | حظُّه منه وافر الأقسام |
لو تغّنى الحمام بالمداح فيه | أرقص البانَ في غناء الحمام |
طاهر لا يشوبه دنس الآثـ | ـام فما لاث قطّ بالآثام |
لو تأملتَ في علوم حراها | قلتَ هاتيك منحة الإلهام |
أوتي الفضل والكمال غلاماً | يا له الله سيّداً من غلام |
ثابت الجأش لا يُراع لأمرٍ | ثابت عند زلَّة ِ الأٌدام |
إنَّ فيه والحمد لله ما يرفع | قدر العلوم بين النام |
فطنة تدرك الغوامض علماً | حجبت عن مدارك الأفهام |
أدبٌ رائعٌ وعلمٌ غزيرٌ | أينَ منه الأزهار في الأكمام |
فإذا ما سمعت منه كلاماً | كان ذاك الكلام حرّ الكلام |
يا شفاء الصدور من عللِ | الجهلِ ويا برءها من الآلام |
يا رفيع العماد يا کبن عليٍّ | ياابن عالي الذرا عليَّ المقام |
أنتَ غيثٌ على العفاة هطول | أنت بحر من المكارم طامي |
آل بيت النبيّ لا زال فيكم | ثقتي في ولائكم واعتصامي |
قد سرت منكم بنا نفخاتٌ | سريان الأرواح في الأجسام |
قد أعدوا لكلّ أمر عظيم | وکستعدوا للنقض والإبرام |
دامَ مجدٌ لهم وللناس مجد | ما سواهم وما له من دوام |
شيّدوها مبانياً للمعالي | ما بناها مشيّد الأهرام |
طهّر الله ذاتكم واصطفاكم | حجة للإسلام في الإسلام |
علقتْ فيكم المطالب منّا | منذ كنتم وما علقتم بذام |
كلُّ فرد منكم إمامٌ لعصر | |
أرضعته أمُّ العلى بلبان | قد عهدناه قبل عهد الفطام |
فلئِنْ سار فيكم ذكر شعري | اخذاً بالإنسجام والإتهام |
فبكم عِصْمتي وفيكم فخاري | وبلوغ المنى ونيل الحطام |
إنْ كتمت الثناء حيناً عليكم | ضاق صدري به عن الاكتتام |
فابق في نعمة ٍ علينا من الله | مفيضاً سوابغ الإنعام |
واهنا يا سيدي بعيد سعيد | عائد بالسرور في كل عام |
أترجّى الفتوح في المدح فيكم | بأفتتاحي بمدحكم واختتامي |