مالي أفارقُ كلَّ يوم صاحباً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
مالي أفارقُ كلَّ يوم صاحباً | صدعتْ به ريبَ المنون صفاتا |
وأرى أحبّائي تَفَرَّق جمعُهم | وتشتّتوا بيد الردى أشتاتا |
وخَلَتْ ديار الأكرمين وأصبَحتْ | فيها عظام الأنجبين رفاتا |
ودعى التقى ناعٍ يخفّض نعيَه | منّا الرؤوس ويرفع الأصواتا |
ولقد أَصمَّ مسامعي بعدك والتقى | وکنبَتَّ حبلُ الآملين بتاتا |
يا أطْيَبَ القوم الذين ألِفتُهم | في الناجبين خلائقاً وذواتاً |
لو كنتُ أدرِكُ بالأسى ما فاتني | قد كنتُ أدرِكُ بالأسى ما فاتا |
ولقد سئمتُ من الحياة وملَّني | طولُ الثواء فلا أريد حياتا |
من بعد ما زال الأمين وأنه | كان الجبال الراسيات ثباتا |
وفَقَدْتُ منه فرائداً وفوائداً | ومكارماً ومغانماً وهباتاً |
ونظرتُ في الأحياء نظرة َ عارفٍ | من بعده فوَجَدْتُها أمواتا |