تباركَ من يراكَ ابنَ المباركْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تباركَ من يراكَ ابنَ المباركْ | وَزادَك من مواهبه وبارَكْ |
مكانة َ رفعة ٍ وعلوَّ قدرٍ | يزيد به علاءك واقتدارك |
وأبقاك الإلڑه غمام جودٍ | لمن يظما فيستسقي قطارك |
رأيتك مورد الآمال طرّاً | فها أنا لم أردْ إلاّ بحارك |
تُهينُ نفائسَ الأموال بذلاً | ولم تعبأ بها وتعزُّ جارك |
حماك هو الحمى ممّا يحاشى | تجير من الخطوب من استجارك |
وإنّك صفوة النجباء فينا | وإنك خيرة لمن استخارك |
نشأت بطاعة المولى منيباً | وتقوى الله ما برحت شعارك |
تجنّبك التي تأبى تقاة | عقدتَ على العفاف بها إزارك |
تعير البدرَ من محياك حُسناً | كأنَّ البدر طلعتَه استعارك |
أَخَذْتَ بصالح الأَعمال تقضي | بأمر الله ليلَك أو نهارك |
مجيباً من دعاكَ ولا أناة | أثارك للمكارم مَن أثارك |
ولا لحقتك يوم سبقت نجبٌ | بمكرمة ولا شقَّتْ غبارك |
أغرتَ على الثناء من البرايا | وقد أبعدتَ يومئذٍ منارك |
لقد طابت بفضلك وکستقرت | بك الأرض التي كانت قرارك |
وحقَّ لها إذا فخرت وباهت | ديارٌ رُحْتَ توليها کفتخارك |
سماحك لا يزال لمستميح | من العافين جاهك واعتبارك |
وإنَّك دوحة بسقت وطالت | جنى الجانون يانعة ثمارك |
يُشارَكُ كل ذي مجد بمجد | ومجدك في الحقيقة لا يُشارَك |
ودهر قد جنى ذنباً عظيماً | فلما قيل هل تلقي اعتذارك |
تدارك ذنبَه بعلاك حتى | غفرنا ذنبه فيما تدارك |
وإنَّ أبا الخصيب يروق عندي | لأنك فيه قد شيَّدتْ دارك |
أزورك سيّدي في كل عام | فلا أنأى عن الداعي مزارك |
وإني قد ترقبت الغوادي | ووابلها ترقّبت أزديارك |
شَهِدْتُ مشاهد النعماء فيها | فلا شاهدت في الدنيا بوارك |