أرشيف المقالات

عيد الفطر.. وفرح قبول الشهر - سارة خليفة

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
فرح القلوب

ها هو رمضان شهر كريم، مضت أيامه..
فيها من أُعتِق، وفيها من غُفِر له، وفيها من نبض قلبه بالحياة..
ويأتي العيد، ويأتي الفرح معه.
وتتوق النفوس لصلاة العيد وخروج جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض ليشهدوا الصلاة..
 

الله أكبر..
الله أكبر..
لا إله إلا الله..
الله أكبر..
الله أكبر..
ولله الحمد..

وتجد الجميع قد تزيَّن بلباسٍ جديد، وترى البِشر والسعادة في كل من حولك، حتى لتجد لصباح يوم العيد نكهةً مميزة في بلاد المسلمين..
تُعلِن الحمد والمِنَّة على أن بلَّغنا نهاية الشهر الكريم، ورجاء القلوب بأن يتقبَّله الله مِنَّا، وتفرح بالعيد، فيا رحمة الله بنا، أن جعل لنا الفرح عبادة.

آداب هامة في العيد:

هذا اليوم..
يوم خير وطاعة..
بِشر وفرح..

1- التهنئة والفرح:

ابدأ اليوم بإدخال السرور على من حولك وتُهنئ الجميع "تُقُبِّل مِنَّا ومِنك"؛ وذلك كما ورد عن جبير بن نفير، قال: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "تُقُبِّل مِنَّا ومِنك".
وكن دائم البسمة والبِشر.
وما أجمل أن تجعل يوم العيد فرصة لِتصِل رحِمك، تُكلِّمهم وتُهنئهم وتُدخِل السرور عليهم.

2- صلاة العيد:

- قبل الصلاة؛ احرص على الاغتسال ولبس الجديد وقد روى ابن خزيمة في صحيحه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كان للنبي صلى الله عليه وسلم جُبَّة يلبسها في العيدين".
وانتبهي أختنا فلا يكن في ملابسكِ شيءٌ من زينة أو تبرُّج، فلنحافظ على معايير شرعنا لنُرضي ربنا.

- والإفطار قبل الخروج للصلاة؛ فقد روى أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، ويأكلهن وِترًا" (رواه البخاري ).

- التكبير؛ ويبدأ التكبير من ليلة العيد حتى انقضاء الصلاة، عن الزهري: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلَّى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير" (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني).
ويكون التكبير بالصيغ المعروفة بلا زيادة: "الله أكبر..
الله أكبر..
لا إله إلا الله..
الله أكبر..
الله أكبر..
ولله الحمد".

- الذهاب للصلاة مشيًا -إذ تيسر ذلك- فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ مَاشِيًا" (سنن ابن ماجة، حسنٌ صحيح).

- الصلاة؛ صلاة العيد؛ هو هذا المشهد الذي تتوق له الأنفس، ويخرج فيه الجميع ليشهد الصلاة ويعُمّ البِشر.
هي ركعتان بلا أذان ولا إقامة، وليس لها نافلة قبلية.

- لأخواتنا لا تُفوتن هذا الخير الكثير، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى: الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ.
فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِحْدَانَا َلا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ.
قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا»" ( صحيح مسلم ).

- بعد الانتهاء من الصلاة؛ احرص على العودة في طريق مختلف عن الطريق الذي ذهبت به للمسجد، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخَذَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ، ثُمَّ رَجَعَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ" (سنن الترمذي).

3- أسعِد غيرك..
انشر فرحًا:

- الفرح في العيد طاعة، فانشر السعادة حولك حتى ولو بشيءٍ يسير مثل الابتسامة والتهنئة، أو تجلب حلوى للصغار الذين يحضروا الصلاة..
انشر فرحًا.

- لا تنسى المحتاج والفقير في ذلك اليوم، واجعل لك نصيب من إدخال السرور عليهم بتفريج كربة أو بملابس جديدة وإن تعذَّر فخروج ملابس قديمة فضع فيها شيء جديد حتى يفرحوا بها..
انشر فرحًا.

- الأطفال؛ اهتم بأن يشعر الأطفال بفرح العيد وحببهم في صلاة العيد وشعائرها وأدخِل السرور عليهم..
انشر فرحًا.

- لا ننسى إخواننا في كل مكان من المستضعفين ومن هم تحت القصف؛ بالدعاء أو اتصل بأحدهم لتنهئه بالعيد..
أُنشر فرحًا.

احذر بدع العيد!

تكثُر في العيد بعض من البدع التي يجب تجنُّبها؛ منها:

- كثُر الحديث عن إفراد ليلة العيد وخصَّها بالقيام؛ وهذه بدعة لا أساس لها، فهي كما باقي الليال يُحبَّب فيها القيام ولا فضل لها عن غيرها.
فهذا الحديث الذي انتشر بين الناس عن فضل تخصيصها هو حديث موضوع "من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".
- تخصيص يوم العيد لزيارة القبور.
- اختلاط النساء بالرجال في ساحات الصلاة.
- سهر ليلة العيد فيما يغضب الله.

لا تنسى زكاة الفطر!
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "فرَض النبيُّ صلى الله عليه وسلم صدقةَ الفِطرِ، -أو قال: رمضانَ-، على الذكر ِ والأنثى، والحُرِّ والمملوكِ، صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، فعدَلَ الناسُ به نصفَ صاعٍ من بُرٍّ" (رواه البخاري).
فلا ننساها، ووقتها قبل الخروج إلى صلاة العيد لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمر بزكاة الفطر أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة" (مُتفقٌ عليه).

وأخيرًا..
لا تكن عبدًا رمضانيًا!

وإن انقضت أفضل أيام وليال العام..
أيام رمضان؛ فلا تُضيِّع ما فعلت فيها ولكن أجعلها انطلاقة لباقي العام:

- كن دائم المحاسبة والمراقبة لقلبك، فلا تترك يوم بدون أن تتدبر في أحوال يومك، فكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «الكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت ، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى على الله» (سنن الترمذي، حسن).

- حافظ على القرآن وتعهده بالقراءة والتدبر.
- حافظ على السنن التي داومت على فعلها في رمضان.
- حافظ على القيام، حتى لو ركعتين خفيفتين، فهو مصنع الإخلاص .
- لا تنسى نصيب قلبك وسلامته بتعهد ذكر الله والدعاء.

- ولا تنسى صيام الـست من شوال؛ قال رسولنا صلى الله عليه وسلم عنها في صحيح مسلم: «مَنْ صامَ رمضانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شوَّالٍ، كانَ كصيامِ الدَّهْرِ».

- لا تترك أعمال الخير والصدقات.
- ضع لنفسك هدف لتزيد في تحسين طاعاتك لله وأخلاقك.

تقبَّل الله مِنَّا ومنكم الشهر..
ورزقكم فرحة العيد، وبارك الله لنا في ثمار الشهر..
تُحيي قلوبنا حتى نلقى الله عز وجل.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير