أرشيف المقالات

{ إن ربي لطيف لما يشاء }

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
قالها يوسف عليه السلام في آخر محطة له من محطَّات الحياة التي تنقَّل فيها في لطف الله، في كل محطة كان لطفُ الله وعنايتُه يصحبانه ويعتنيان به ويُنجيانه.
 
كم مرَّت بك أحداث الحياة! وتنقَّلْتَ فيها من بلاء إلى بلاء، ومن شِدَّة إلى شِدَّة، ومن ضيق إلى ضيق؛ ولكن لطف الله كان معك وعنايته تعتني بك وتحميك وتُنْجيك.
 
هل أبصرت لطفه بك بعين فؤادك، وتيقَّنت أن قضاءه وقدره حكمة، وأنَّ ما يُقدِّره خيرٌ كله؟ كم من بلايا أنت تراها مِحَنًا، من لطف الله كان من خلفها مِنَح! كم محنة ظاهرها عذاب وبلاء بينما باطنها رحمة ورفعة! كم ساق الله لك من خير من بعد المِحَن والابتلاء! كم أوصل اللطيف إليك بِرَّه وإحسانَه من حيث لا تشعُر! لعَلَّه كتب لك منزلةً رفيعةً بأمور أنت تكرهها! كم دفع عنك من الشرور، وفتح لك من أبواب الخير؛ ولكن بأمور تكرهها! كم ساق لك الخير من أضيق السُّبُل! كل ذلك من لطفه.
 
كم أخَّر عنك الخير ولكن ساقه لك في الزمن الأنسب لك دون أن تعلم!
 
تتقلَّب بك أحداث الحياة، وتنقلك من شدة لشدة، ولَعَلَّ ذلك من ألطاف ربِّكَ لك.
 
بلايا ظاهرها المِحَن، وفي حقيقتها عطايا تحمل في ثنياها المنح باسم الله اللطيف.
 
أحسن ظنَّك بمولاك، واعلم أن كل أقداره لطف ورحمة، يقول محمد الربيعة: (لا يرى لُطْفَه إلَّا مَنْ أحْسَنَ النَّظَر إلى حكمته في قضائه وقَدَرِه، وأنَّ ما يُقدِّره خيرٌ كله).
_______________________________________________________
الكاتب: عبدالسلام بن محمد الرويحي

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن