عشتَ الزمان بخفض العيش منتصبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عشتَ الزمان بخفض العيش منتصبا | لا علَّة تشتكي فيه ولا وصبا |
والحمد لله شكرانا لنعمته | أقضي به من حقوق الشكر ما وجبا |
فاليوم أَلْبَسَكَ الرحمَن عافية ً | تبقى ورَدَّ عليك الله ما سلبا |
من بعد ما مرضٍ برحٍ أصبتَ به | وكنتَ لاقيتَ مما تشتكي نصبا |
وكم شربتَ دواءً كنت تكرَهُهُ | فكان عافية ً فيه لمن شربا |
وقد ظهرتَ ظهورَ الصُّبح منبلجاً | فطالما كنتَ قبل اليوم محتجبا |
تَفديك روحي وأمّي في الورى وأبي | فإنّما أنتَ خيرُ المنجيين أبا |
لي فيك مولاي عن بدر الدجى عِوَضٌ | إنْ لاح بدر الدجى عني وإنْ غربا |
يا بدرَ تمٍّ بأفق المجد مطلعه | من قال إنَّك بدرُ التّمّ ما كذبا |
إنْ رمتُ منك مراماً نلت غايته | وإنْ طلبتُ منى ً أدركتها طلبا |
وإنْ هززتك للجدوى هززتُ فتى ً | أجني به الفضَّة َ البيضاءَ والذهبا |
يا أكرمَ الناس في فضلٍ وفي كرمٍ | ومن رآك رآى من فضلك العجبا |
لم يذّخرْ في الندى مالاً ولا نشباً | إنَّ المكارم لا تبقي له نشبا |
هب لي رضاكِ وأتْحِفْني به كرماً | فأنتَ أكرمُ من أعطى ومن وهبا |
ما زلتُ إنْ لم أَجِدْ لي للغنى سبباً | وَجَدْتَ لي أَنْتَ في نيل الغنى سببا |
يَرِقُّ فيك ثنائي بالقريض كما | تنفَّسَتْ في رياض الحُزن ريحُ صَبا |
ولاشعر يرتاح أنْ يثنى عليك به | وإنْ دعاه سواكم للثناء أبى |
فخراً أبا مصطفى في العيش صفوته | فقد تكدَّرَ عيشي فيك واضطربا |
لما انقلبتَ كما نبغي بعافية | بنعمة ِ الله قد أصبحت منقلبا |
وقلتُ يوم سروري يا مَؤرِّخَه | يومٌ به البوسُ عن سلمان قد ذهبا |