أَيُنْكِرُ مَعروفَنا المُنكِرُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَيُنْكِرُ مَعروفَنا المُنكِرُ | ويكفرهُ وهو لا يكفرُ |
ونحن بنو هاشم في الأنام | كما کتّضَحَ الواضحُ النيّر |
تطيب عناصرنا والذوات | وقد طابت الذات والعنصر |
إذا ما ذكرنا فغير الجميل | وغير المحامد لا تذكر |
بنا تفخر الأمم السابقون | ونحن بأنفسنا نفخر |
ومنّا النبيُّ ومنّا الوصيُّ | ومنّا المبشّر والمنذر |
رَمَيْتُ عدواً بنا ساءَه | وقوسي لأمثاله يوتر |
وذلَّلته بعد عزٍّ بها | وحقَّرته وهو يستكبر |
وربَّ قوافٍ لشعري تنير | على عرضه وهو لا يشعر |
لها طعناتٌ كوخزِ السِّنان | ولا مثلها الذابلُ الأسمر |
فواعجباً لإلَدِّ الخِصام | وقد حاقَ بالخصم ما يمكر |
أَيُعْجِبُه أنْ يرى ساعة ً | يَرى دَمَه عَنْدَماً يقطر |
بسهمٍ إذا أنا فَوَّقْتُه | أصيبَ به الجيدُ والمنحر |
أرى العفو عن لممِ الأرذلين | لداعٍ إلى ما هو الأكبر |
فلا عثرة ُ النذل مما تقال | ولا ذنب مذنبها يغفر |
وإنّي لأَعْرِفُ كُنْهَ الرّجال | ويكشف مخبرها المنظرُ |
صبرتُ على بعض مكروهه | وقلتُ إذنْ عورة ٌ تستر |
وإنّي صبورٌ على النائبات | وإنّي على الضَّيم لا أصبر |
فأقبلتُ يوماً على حتفه | فولّى به حَظُّه المدبرُ |
ليعلمَ أنّي فتى ً، أمرهُ | مطاعٌ، وسطوته تقهرُ |
يدين العلاءُ إلى طوعه | ويمثل المجدُ ما يأمر |
يزينُ كلامي وجوهَ الكلام | ومن كلمِ المرءِ ما يبهر |
كما زُينَتْ بالنقيب الشريف | وحسن مناقبه الأعصُر |
إذا جاد سال الندى للعُفاة | وأَيْسَرُ من سيبه الأَنْهُر |
نرى الوافدين إلى بابه | لها موردٌ ولها مصدر |
فتى ً يقتفي إثْرَ آبائه | وآثارُ آبائه تؤثر |
من القوم لا نارهم في الظلام | تُوارى ولا مالُهم يذخر |
وما نزلوا غير شم الرعان | يُهدّى لها المنجد المغور |
إذا وعدوا بالندى أنجزوا | وإنْ أَوعدوا بالردّى أذعروا |
وإن طويتْ صحفُ الأكرمين | فإنّي أراها بهم تنشر |
أَبيْتَ النبوّة ِ لا زِلتُمُ | نجوماً بنور الهدى تزهر |
مكارمُكُمْ لم تزل تُرتَجى | وسطوتكم أبداً تُحذَر |
وبارقُ عارضكم وامضٌ | وعارضٌ إحسانكم ممطر |
وأبواعكم في منال العُلى | تطولُ إلها ولا تقصرُ |
وكيف يطاولكم في بناءِ | معاليكم الأشعثُ الأغبر |
لئنْ أصْبَحَتْ أمَّكم فَاطِمٌ | وإن أباكم إذَنْ حيدر |
فما بعد عليائكم من عُلًى | ولا بَعْدَ مفخركم مفخر |
ومنم تبلَّجَ صبحُ الهدى | وأَسْفَرَ وهو بكم مسفر |
وأجدادكم شفعاء العصاة | بيوم به نارِهِ تسعر |
ويخضر من بيض أيديهِمُ | وجدواهم الزَّمَنُ الأَغْبر |
سراة ٌ، نَداهُم كفيض البحار | نعم هكذا فيضها الأبحر |
فكرنوا غمائمَ مبراقها | يُشام سناه ويستمطر |
تحرَّوا بني عمِّنا في الأمور | وراعْوا عواقبها وکنظروا |
وكونوا بني رجلٍ واحدٍ | إذا أنكروا مُنكراً غيَّروا |
فحينئذٍ بأسكم يتّقى | ويخشاكم العَدَدُ الأكثر |
وإنّي لَمِنْ بعض أنصاركم | وناصرُكم في الورى ينصر |
وإني بأيديكم صارمٌ | يُقَدُّ به الدِّرع والمغْفَر |
أُدافعُ عنكم إذا غِبْتُمُ | وأثني عليكم ولم تحضروا |
وإنّي لأَشكركم، والجميلُ | على كل أحواله يشكر |
فخذها إليك تغيظ الحسود | يراها المحبُّ فيستبشر |
تسرُّ لديك الوليَّ الحميمَ | ويُبتَرُ شانِئُك الأبتر |